مفهوم الطهارة في القرآن
لقد ذكر الله تعالى في آية الميثاق الفطرة وإقرار الناس وشهادتهم على أنفسهم بأن الله ربهم في قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ
بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا
عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }{ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
} الأعراف 172-173 وجاءت الأحاديث النبوية مفسرة لهذه الآية مؤكدة لمعناها في أن الله
فطر البشرية كلها على معرفته وتوحيده تعالى قوله صلى الله عليه وسلم : « كل مولود يولد
على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل
تحسون فيها من جدعاء » البخاري ومسلم,وعند بحث موضوع الطهارة كان لا بد من ضبط المعنى
اللغوي في استعمال العرب لهذة اللفظة قبل الاسلام وكيف استعملها المسلمون كمعنى اصطلاحي,فاحببت
قبل البحث ان اضع اصل تبنى عليه المعاني المتقاربة او تدور ضمن دائرته,وهو ان الاصل
هو الطهر, والنجس او الرجس اوالرجز, طارىء طرأعليه كالمرض والصحة,فالصحة اصل والمرض
طارىء.
جاء في لسان العرب: ( طهر ) الطُّهْرُ نقيض الحَيْض
والطُّهْر نقيض النجاسة والجمع أَطْهار وقد طَهَر يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطَهارةً
المصدرانِ عن سيبويه وفي الصحاح طَهَر وطَهُر بالضم طَهارةً فيهما وطَهَّرْته أَنا
تطهيراً وتطَهَّرْت بالماء ورجل طاهِر وطَهِرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد:
أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب حتى خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّيَابِ
قال ابن
جني جاء طاهِرٌ على طَهُر كما جاء شاعرٌ على شَعُر,ورجل طَهِرُ الخُلُقِ وطاهرُه والأُنثى
طاهرة والاسم الطُّهْرُ بالضم و طَهَّرهُ تطْهِيراً, وتَطَهَّر بالماء وهم قوم يتطهرون
أي يتنزهون من الأدناس ورجل طَاهِرُ الثياب أي مُنزَّه ,وإِنه لَطاهرُ الثيابِ أَي ليس بذي دَنَسٍ في الأَخْلاق, ويقال فلان طاهر
الثِّياب إِذا لم يكن دَنِسَ الأَخْلاق قال امرؤ القيس:
ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ غُرّانُ
في قوله
تعالى (وثِيابَكَ فَطَهِّرْ) المدثر4 معان منها وقَلْبَك فَطهِّر في حديث سَلْمان أَنه
نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق فقال لها هل هنا مكانٌ نَظيف أُصَلي فيه فقالت طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ فقال
سلمان فَقِهَتْ أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ ومنه قول عنترة:
فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه ليس الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ
أَي قَلْبَه وقيل معنى (وثيابك فطهر) المدثر4 أَي
نَفْسَك وقيل معناه لا تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثيابَك فإِن الغادر دَنِسُ الثِّياب
قال ابن سيده ويقال للغادر دَنِسُ الثياب وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إِذا كان خَبيثَ الفِعْل
والمَذْهَبِ خَبِيثَ العِرْض وأَنشد قول غيلان:
إِني
بِحَمْد الله لا ثوبَ غادِرٍ لَبِستُ ولا مِنْ خِزْيةٍ أَتَقَنَّع
وقيل معناه
وثيابك فقَصِّر فإِن تقصير الثياب طُهْرٌ لأَن الثوب إِذا انْجرَّ على الأَرض لم يُؤْمَنْ
أَن تصيبَه نجاسةٌ, وقِصَرُه يُبْعِدُه من النجاسة, والتَّوْبةُ التي تكون بإِقامة
الحدّ كالرَّجْمِ وغيره طَهُورٌ للمُذْنِب وقيل معنى قوله وثيابك فطهِّرْ يقول عَملَك
فأَصْلِح وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله (وثيابك فطهّر) المدثر4 يقول لا تَلْبَسْ
ثِيابَك على معصية ولا على فجُورٍ وكُفْرٍ,
وطهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه وإِنما سمّاه المسلمون تطهيراً
لأَن النصارى لما تركوا سُنَّةَ الخِتانِ غَمَسُوا أَوْلادَهم في ماء صُبِغَ بِصُفْرةٍ
يُصَفّرُ لونَ المولود وقالوا هذه طُهْرَةُ أَوْلادِنا التي أُمِرْنا بها فأَنْزل الله
تعالى صِبْغةَ الله (ومَنْ أَحْسَنُ مِن اللهِ صِبْغةً)البقرة 138 أَي اتَّبِعُوا دِينَ
اللهِ وفِطْرَتَه وأَمْرَه لا صِبْغَةَ النصارى, فالخِتانُ هو التطهِيرُ لا ما أَحْدَثَه
النصارى من صِبْغَةِ الأَوْلادِ
والطهارة
في القرآن جاءت بالمعاني التالية:
1- جاءت الطهارة بمعنى: تزكية النفس من الشرك وتطهيرها منه وذلك في قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ
لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة 103 أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها قال : من ذنوبهم التي أصابوا , وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وصل عليهم قال : استغفر لهم من ذنوبهم التي أصابوها
إن صلواتك سكن لهم قال : رحمة لهم , وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله
وصل عليهم يقول : ادع لهم إن صلواتك سكن لهم قال : استغفارك يسكن قلوبهم ويطمن لهم
.
وأخرج ابن
أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن
عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتى بصدقة قال
: اللهم صل على آل فلان, فأتاه أبي بصدقة فقال : اللهم صل على آل أبي.
2- وجاءت
الطهارة بمعنى : النظافة وهذا التنظيف
بالماء الطاهر في آيات كثيرة منها
ما روى الدارقطني عن طلحة بن نافع قال : حدثني
أبو أيوب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك الأنصاريون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذه الآية {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}التوبة
108 فقال : "يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم
هذا" ؟ قالوا : يا رسول الله ، نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : "فهل مع ذلك من غيره" ؟ فقالوا : لا غير ، إن أحدنا
إذا خرج من الغائط أحب أن يستنجي بالماء. قال : "هو ذاك فعليكموه" وفي قوله
تعالى (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ...) الأنفال 11 وقوله تعالى ، في سورة.(
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) الفرقان 48.
3- وجاءت الطهارة في إزالة أثر دنس
دم الحيض في قوله تعالى في سورة
البقرة من أجل اعتزال النساء فيه ووجوب الاغتسال
بعده للنظافة منهفي قوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ
أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ
فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة222 بِقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
التَّارِكِينَ
عَلَى طُهْرٍ نِسَاءَهُمْ وَالنَّاكِحِينَ
بِشَطَّيْ دِجْلَةَ الْبَقَرَا
اما جاء
في مريم " عليها السلام " في سورة آل عمران 42({وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ
يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}
قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} أي اختارك ، {وَطَهَّرَكِ} أي من الكفر ؛
عن مجاهد والحسن. الزجاج : من سائر الأدناس من الحيض والنفاس وغيرهما ، واصطفاك لولادة
عيسى. {عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}) ــ خصها الله بعدم التحيّض(قاله
القرطبي) ، ويعزز هذا المعنى من كتاب الله ما جاء
في أزواج الذين آمنوا
وعملوا الصالحات في الجنة
، وذلك في قوله تعالى
(وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)}البقرة مِنَ
الحَيْضِ وَالدَّنَسِ وَالأَذَى ، وَالأَخْلاَقِ الرَذِيلَةِ ، وَالصِّفَاتِ النَّاقِصَة
، وَيُدخِلُهُمْ فِي ظِلٍّ وَارِفٍ كَثِيفٍ لاَ حَرَّ فِيهِ وَلاَ قَرَّ . أيسر التفاسير
أسعد حومد.
4-وجاءت الطهارة بالنسبة
لقوم لوط عليه السلام حيث أشار الله في الموضوع إلى سبيلين في قول لوط لقومه (قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ
أَطْهَرُ لَكُمْ) هود 78 فرج الأنثى و طهارته ، وقذارة شرج الذكر,وكذلك
قول قومه سخرية واستهزاء
به وبمن معه، في قوله تعالى في (وَمَا
كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ
أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) الأعراف82
5-وجاءت
الطهارة المعنوية بالنسبة لكتاب الله لأنه خالص
من التحريف ومن الباطل ، من حين أن
نزل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها(لَا
يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ ) فصلت 42.وقوله تعالى (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً)
2البينة يعني قرآنا مطهرا من الزيادة والنقصان ويقال " مطهرة " من الكذب
والتناقض, وما جاء في قوله تعالى
(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
(15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) عبس, مطهرة من الأدناس والشرك .
6- وجاءت الطهارة
في التحذير من القرب
من مواقع الزلل لسلامة النية ، ومن غير قصد
خفي للحفاظ على" طهارة القلب
" في قوله تعالى( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ) الأحزاب 53, وقد روى مسلم عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : "الحلال بيّن والحرام بين وبينهما أمور متشابهات فمن
اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن يقع فيه" .
7-وجاءت الطهارة في : آداب
الزيارة والمجاملة بل والملاءمة
- طهارة
القلب وزكاؤه وذلك في قوله تعالى
، في : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) المجادلة
نزلت هذه الآية في أهل المسيرة منهم من كانوا يكثرون المناجاة مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم دون الفقراء حتى تأذى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والفقراء فنهاهم الله
عن ذلك وأمرهم بالصدقة قبل أن يتناجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بكل كلمة أن يتصدقوا
بدرهم على الفقراء فقال { ياأيها الذين آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن
إذا ناجيتم إذا كلمتم الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
قبل أن تكلموا نبيكم تصدقوا بكل كلمة درهماً { ذلك } الصدقة { خَيْرٌ لَّكُمْ } من
الإمساك { وَأَطْهَرُ } لقلوبكم من الذنوب ويقال لقلوب الفقراء من الخشونة { فَإِن
لَّمْ تَجِدُواْ } الصدقة يا أهل الفقر فتكلموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بما
شئتم بغير التصدق { فَإِنَّ الله غَفُورٌ}.
8- وجاءت
الطهارة والتطهير لبيت الله الحرام
من درن الشرك وعبادة
الأوثان وذلك في عهده تعالى
لإبراهيم " عليه السلام " في سورة البقرة (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ (125) { طَهِّرَا بَيْتِيَ } عبارة عن بنيانه بنية خالصة وقيل : المعنى
طهراه عن عبادة الاصنام.
وآخر
معنى ان كلمة المتطهرين --جاءت بمعنى الذن يتطهرون من اي حدث وذلك قبل اداء النسك سواء
كان صلاة او طوافا او غير ذلك مما يتطلبه الركن في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة 222وقوله تعالى(فِيهِ رِجَالٌ
يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) 108التوبة فالمطهرين
بتشديد حرف (ط) هم الذين يسرعون في التطهر لانهم يحبون ان يتطهروا اي يحبون ان يكونوا
دائما على طهارة وقد تم ادغام حرف (ت) الاوسط
من الكلمة,والمطهرون -- يتشديد حرف (ه) الهاء وهم الذين طهرهم الله ايتداء ودائما ولا
يصيبهم اي حدث ولا يكون الا ملكا من الملائكة او روحا طاهرة وكذلك الصحف المطهرة وكذلك
اهل البيت الذين يطهرهم الله تطهيرا, وهنا نعرف الفرق بين الطهر والتطهر فان الطهر
من الله وليس للانسان دخل فيه اما التطهر فان عليه ان يتطهر بنفسه والله اعلم ,وعليه
تاتي الاية الكريمة (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا
يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) 79الواقعة.
جواد عبد المحسن
حديث رمضان -12
0 تعليقات