ثم لتسالن عن النعيم

 


ثم لتسالن عن النعيم

عنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِنَّ خُلُوفَ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أُطَيِّبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا: اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ لَهُمْ جَمِيعًا " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: " لَا، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعُمَّالِ يَعْمَلُونَ فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وُفُّوا أُجُورَهُمْ "وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبَلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ. وذلك كل ليلة"

وأشهر الأخبار في هذا ما روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج ذات ليلة إلى المسجد ، فلم يلبث أن جاء أبو بكر فقال : ما أخرجك يا أبا بكر ؟ قال : الجوع ، قال : والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك ، ثم دخل عمر فقال مثل ذلك ، فقال : قوموا بنا إلى منزل أبي الهيثم ، فدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الباب وسلم ثلاث مرات فلم يجب أحد فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجت امرأته تصيح : كنا نسمع صوتك لكن أردنا أن تزيد من سلامك فقال لها خيرا ، ثم قالت : بأبي أنت وأمي إن أبا الهيثم خرج يستعذب لنا الماء ، ثم عمدت إلى صاع من شعير فطحنته وخبزته ورجع أبو الهيثم فذبح عناقا وأتاهم بالرطب فأكلوا وشربوا فقال عليه الصلاة والسلام : هذا من النعيم الذي تسألون عنه وروي أيضا : لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره وماله وشبابه وعمله وعن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم إن العبد ليسأل يوم القيامة حتى عن كحل عينيه ، وعن فتات الطينة بأصبعه ، وعن لمس ثوب أخيه واعلم أن الأولى أن يقال : السؤال يعم المؤمن والكافر ، لكن سؤال الكافر توبيخ ؛ لأنه ترك الشكر ، وسؤال المؤمن سؤال تشريف ؛ لأنه شكر وأطاع .فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين

معنى (قرة العين) أي: استقرارها على شيء بحيث لا تتحول عنه إلى غيره، والعين لا تستقر على الشيء إلا إذا أعجبها، ورأتْ فيه كل ما تصبو إليه من متعة. ومن ذلك قولنا (فلان عينه مليانة) يعني: لا يحتاج مزيداً من المرائي غير ما يراه (وفلان عينه فارغة) يعني: لا يكتفي بما يرى، بل يطلب المزيد، فينظر هنا وهناك. ففي الجنة تقرّ العيون بحيث لم يَعُدْ لها تطلعات، فقد كَمُلَتْ لها المعاني، فلا ينبغي لها أنْ تطمع في شيء آخر إلا الدوام.

لذلك يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم:{وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ... } [طه: 131]فالإنسان إذا كانت عينه فارغة تراه زائغ العينين، ينظر هنا وهناك، ولو كانت عينه (مليانة) لانتهى عندها.

 في قوله تعالى ( رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرّيّاتِنَا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً ) الفرقان 74.لا توجد علاقة أقرب من علاقة الأبوّة والبنوّة ، فالأولاد والأزواج قرّة أعين فأنّ للذريّة بعامّة أهمية كبرى ، ومساحة واسعة في حياة الإنسان ، وذلك لأنّ الولد يمثّل الامتداد الطبيعي لحياة الإنسان . فالإنسان يشعر بأنّه لم يمت طالما كانت له ذريّة تخلفه ، كما يعدّ القرآن الأولاد زينة للإنسان فقال تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا )( الكهف / 48) .

والزينة : هي كلّ ما لا يشين الإنسان في شيء ؛ لا في الدنيا ، ولا في الآخرة فالولد بهذا الاعتبار بمثابة المرآة التي تُظهر حسن الأب ، أما من خلال جمال تربيتة وتعليمه وقد جعل الله تعالى الولد قرّة للأعين ، وقرّة العين : هي ما يسرّ الإنسان . وقد عبّرت آية أُخرى بهذا التعبير : ( قُرّتُ عَيْنٍ لّي وَلَكَ )( القصص9) .

قيل : إنّ رجلاً كان يمرّ بطريق فصادف امرأة تبحث عن صبي لها ، فسألها عن أوصافه لعلّه يراه ببعض الطريق ، فقالت : إنّه كدُنينير الذهب . فلمّا قضى وطره عاد ، وإذا بالمرأة تنهال على صبيّ لثماً وتقبيلاً ، فسألها هل هذا ابنك ؟ قالت : بلى .قال : إنّه ليس كما وصفتِ ؟ قالت : إن كنت لا تراه كذلك أنا أراه كذلك . ثمّ أنشدت :

يا حبّذا ريحُ الولدْ     ريحُ الخزامى بالبلدْ

هل هكذا كلّ ولدْ      أم لم يلد مثلي أحدْ

ومن معاني مادة (قرَّ) القُرُّ وهو البرد الشديد، وهذا المعنى يَكْنُون به عن سرور النفس، فالعين الباردة أي: المسرورة، أما العين الساخنة فهي الحزينة المتألمة.

ومن المعاني أيضاً لقرور العين سكونها وعدم حركتها لِعلَّة أو عمى، ومن ذلك قول المرأة التي دخلتْ على الخليفة فقالت: أقرَّ الله عينك، وأتمَّ عليك نعمتك.ففهم الحاضرون أنها تدعو له، فقال: والله ما دعتْ لي، إنما دعتْ علي، فهي تقصد أقرَّ الله عينك يعني: أسكنها لا تتحرك، وأتمَّ عليك نعمتك. أي: أزالها؛ لأن النعمة إذا تمتْ زالت، فلا شيء بعد التمام إلا النقصان.

فهذا النعيم الذي اعدّه الله لعباده المؤمنين في الجنة { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] وهذه أثارت معركة بين العلماء هي معركة الأحباء ففريق قال إن المؤمن يدخل الجنة بعمله، كما نصَّتْ هذه الآية أي: أن الجنة بالعدل لا بالفضل، وفريق قال: بل يدخل الجنة بفضل الله، كما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى:{  قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل أحدٌ الجنةَ بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ".

قوله تعالى‏:‏ ‏ { ‏فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين‏} ‏ أي فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى اللّه لهم في الجنات، من النعيم المقيم، واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد، فكما أخفوا أعمالهم، كذلك أخفى اللّه لهم من الثواب، جزاء وفاقاً، فإن الجزاء من جنس العمل، قال الحسن البصري‏:‏ أخفى قوم عملهم فأخفى اللّه لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر، قال البخاري‏:‏ قوله تعالى ‏ { ‏فلا تعلم نفس ما أخفي من قرة أعين‏} ‏ الآية، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر‏)‏ قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم ‏ { ‏فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين‏} ‏ ‏"‏رواه البخاري ومسلم والترمذي والإمام أحمد‏"‏‏‏ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر‏)‏ ‏"‏أخرجه مسلم من حديث حماد بن سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً‏" وروى مسلم عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ سأل موسى عليه السلام ربه عزَّ وجلَّ ما أدنى أهل الجنة منزلة‏؟‏ قال‏:‏ هو رجل يجيء بعدما أُدخَلَ أهلُ الجنةَ الجنةَ، فيقال له‏:‏ ادخل الجنة، فيقول‏:‏ أي رب كيف وقد أخذ الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم‏؟‏ فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا‏؟‏ فيقول‏:‏ رضيت رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة‏:‏ رضيت ربي، هذا لك وعشرة أمثاله معه، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول‏:‏ رضيت رب، قال رب فأعلاهم منزلة، قال‏:‏ أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر‏.‏ قال‏:‏ ومصداقه من كتاب اللّه عزَّ وجلَّ ‏ { ‏فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين‏} ‏ الآية ‏"‏أخرجه مسلم عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً ورواه الترمذي وقال‏:‏ حسن صحيح‏"‏‏.

ثم أَلاَ ترى أن الحق سبحانه حينما يعرض علينا طرفاً من ذكر الجنة لا يقول لنا الجنة كذا وكذا، إنما يقول:{  مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ... } [الرعد: 35] أي: أن ما نعرضه عليك ليس هو الجنة، إنما شبيه بها، أما هي على الحقيقة ففوق الوصف الذي تؤديه اللغة، فأنا أعطيكم الصورة القريبة لأذهانكم.ثم يُنقي الحق سبحانه المثل الذي يضربه لنا من شوائبه في الدنيا، وتأمل في ذلك قول الله تعالى عن نعيم الجنة:{  مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ.. } [محمد: 15] وكانت آفة الماء عندهم أن يأسن ويتغير في الجرار، فنقَّاه الله من هذه الآفة.

وكذلك في {  وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ... } [محمد: 15] وكان العربي إذا سار باللبن يحمض فيعافه {  وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ... } [محمد: 15] وآفة خمر الدنيا أنها تغتال العقل، وتذهب به، وليس في شربها لذة؛ لذلك نرى شاربها والعياذ بالله يتجرَّعها مرة واحدة، ويسكبها في فمه سَكْباً، دليلاً على أنها غير طيبة، وهل رأيت شارب الخمر يمتصُّها مثلاً كما تمتص كوباً من العصير، وتشعر بلذة شربه؟ وقد وصف الله خمر الآخرة بقوله: {  لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } [الصافات: 47]ثم يقول سبحانه:{  وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى... } [محمد: 15] فوصف العسل بأنه مُصفَّى؛ لأن آفة العسل عندهم ما كان يعلَق به من الحصى والشوائب حين ينحدر من بيوت النحل في الجبال، فصفَّى الله عسل الآخرة من شوائب العسل في الدنيا.

ومهما بلغ بنا ترف الحياة ونعيمها، ومهما عَظْمَتْ إمكاناتنا في الدنيا، فلن نرى فيها نهراً من الخمر، أو من اللبن، أو من العسل، ثم إن هذه الأنهار تجري في الجنة بلا شطآن، بل ويتداخل بعضها في بعض دون أن يطغى أحد منها على الآخر، وهذه طلاقة القدرة التي لا حدود لها.فان الحق سبحانه حين يشرح لنا نعيم الجنة، وحين يَصفُها يعطينا المثال لا الحقيقة، ثم يُنقِّى هذا المثال مما يشوبه في الدنيا.

ومن ذلك أن العربي كان يحب شجرة السِّدر أي النبق، فيستظل بظلها، ويأكل ثمرها، لكن كان ينغص عليه هذه اللذة ما بها من أشواك لا بُدَّ أنْ تؤذى مَنْ يقطف ثمارها، فلما ذكرها الله تعالى في نعيم الجنة قال عنها:{  فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } [الواقعة: 28] أي: منزوع الشوك، فالمتعة به تامة لا يُنغِّصها شيء.

ولما تكلم عن نساء الجنة قال سبحانه عن الحور العين:{  لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } [الرحمن: 74] فنفى عنهن ما يُنغِّص على الرجل جمال المرأة في الدنيا، وطمأنك أنها بِكْر لم ينظر إليها أحد قبلك.

لهذا قال تعالى عن نعيم الجنة { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ.. } [السجدة: 17] والقرة والقُرور أي: السكون، ومنه قرَّ في المكان أي: استقر فيه، والمعنى أن الإنسان لا يستقر في المكان إلا إذا وجد فيه راحته ومُقوِّمات حياته، فإذا أردتَ أنْ تستقر في مكان أو تشتري شقة مثلاً تسأل عن المرافق والخدمات من ماء وكهرباء وطرق..الخ ام في الجنة فيكفيك ان يكون الرحمن جارك كما قالت امراة فرعون وصدق الله العظيم (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)التحريم.

إرسال تعليق

0 تعليقات