البيان


البيان

   { هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران 138 ]

اولا :ان الناظر في الدليل بمنزلة المترائى للهلال قد يراه، وقد لا يراه لعشى في بصره، وكذلك أعمى القلب ,وهذا لا يعني ان الهلال غير موجود.

وأما الناظر في المسألة ينشد الحق ويطلب الاستنارة، فهو يحتاج إلى شيئين : أن يظفر بالدليل الهادي، أن يهتدي به وينتفع . فأمره الشرع بما يوجب أن ينزل على قلبه الأسباب الهادية، ويصرف عنه الأسباب المعوقة، وهو ذكر الله ـ تعالى ـ والغفلة عنه، فإن الشيطان وسواس خناس، فإذا ذكر العبد ربه خنس الشيطان، وإذا غفل عن ذكر الله وسوس .

وذكر الله يعطي الإيمان وهو أصل الإيمان . والله ـ سبحانه ـ هو رب كل شىء ومليكه، وهو معلم كل علم وواهبه، فكما أن نفسه أصل لكل شىء موجود، فذكره، والعلم به أصل لكل علم، وذكره في القلب ورحم الله الشافعي:

شكوت الى وكيع سوء حفظي

 
فارشدني الى ترك المعاصي

واخبرني  بان  العلم نور

 
ونور الله لا يهدى لعاصي



والقرآن يعطي العلم المفصل فيزيد الإيمان، كما قال جندب بن عبد الله البجلي وغيره من الصحابة : تعلمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن، فازددنا إيمانًا . ولهذا كان أول ما أنزل الله على نبيه: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) [ العلق:1]، فأمره أن يقرأ باسم الله، فتضمن هذا الأمر بذكر الله، وما نزل من الحق، وقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق : 1ـ 5 ].

ان الاتجاه العلمي في الاسلام بدأ بصورة صريحة ب(اقرأ) ولكن (اقرأ)في الاسلام مشروطة بشرط يوجبه الاسلام بل ويحتمه وهي ليست مطلقة وانما شرطها وقيدها ان تكون(باسم ربك),وهنا تفترق الحضارة الاسلاميةعن غيرها من الحضارات ,بل وتفترق حياة المسلمين عن غيرهم في طراز عيشهم وذلك ان كل امر من امورهم يدخل في اطار (باسم ربك),فطلب العلم وبواعثه يجب ان تكون (باسم ربك)واهدافه وغاياته في سبيل الله والخطاب واضح في قوله تعالى(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )163 الانعام , فكل ما لم يكن خالصا لله ,وكل قراءة لم تكن باسمه فلا تعد ولا تعتبر.

وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها طائفة أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا، وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) .

فضرب مثل الهدى والعلم الذي ينزل على القلوب بالماء الذي ينزل على الأرض .

وكما أن لله ملائكة موكلة بالسحاب والمطر، فله ملائكة موكلة بالهدى والعلم فهذا رزق القلوب وقوتها، وهذا رزق الأجساد وقوتها، قال الحسن البصري في قوله تعالى : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } [ البقرة : 3، الأنفال : 3، الحج : 35، القصص : 54، السجدة : 16، الشورى : 38 ] ، قال : إن من أعظم النفقة نفقة العلم، أو نحو هذا الكلام . وفي أثر آخر : نعمت العطية، ونعمت الهدية، الكلمة من الخير يسمعها الرجل فيهديها إلى أخ له مسلم . وفي أثر آخر عن أبي الدرداء: ما تصدق عبد بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها إخوانا له مؤمنين، فيتفرقون وقد نفعهم الله بها ,فالبيان لمن اراد ان يستبين وليس لغيره ,فآيات الله البينات والمبينات له , كقوله تعالى (ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون)  ويتفكرون ويسمعون  ويتذكرون ويوقنون وكثير مثل ذلك فان حصل التدبر والتفكر والتذكر والعقل وضح البيان ,واما من اغلق عينيه واقسم انه لا يرى الشمس فنقول له انك صادق ولكن افتح عينيك وانظر وتدبر فسترى وتصل.       

ثانيا:  بانَ الشيءُ بَياناً اتَّضَح فهو بَيِّنٌ والجمع أَبْيِناءُ مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ قال الشاعر:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها

 
لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ

         

وأَبَنْتُه أَي أَوْضَحْتُه واستَبانَ الشيءُ ظهَر واستَبَنْتُه أَنا عرَفتُه وتَبَيَّنَ الشيءُ ظَهَر وقالوا بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد ومنه قوله تعالى (آياتٍ مُبَيِّناتٍ) بكسر الياء وتشديدها بمعنى مُتبيِّنات ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها, وفي المثل قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن وقال ابن ذَريح :

وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى

 
شُحوباً وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم


      
 ويروى تُبَيِّن بالفتى شُحوب والتَّبْيينُ الإيضاح والتَّبْيين أَيضاً الوُضوحُ ومنه حديث آدم وموسى على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام (أَنْتَ مُوسَى الَّذِى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ وَأَعْطَاكَ الأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَىْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا) رواه مسلم, أَي كشْفُه وإيضاحُه , وقوله عز وجل ( لاُتخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة) أَي ظاهرة مُتَبيِّنة قال ثعلب يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ويقال بانَ الحقُّ يَبينُ ومنه قوله تعالى (حم والكتاب المُبين) أَي والكتاب البَيِّن وقيل معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ ومُبين قِصَصَ الأَنبياء ,والاسْتِبانةُ يكون واقعاً يقال اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك قال الله عز وجل (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)الانعام 55  المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة, وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين وأَكثرُ القراء قرأُوا ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ,ويقال تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن لازمٌ ومتعدّ وقوله عز وجل (وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ)النحل 89 أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ والعرب تقول بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً.

قال أَبو عبيد قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه وقرئ قوله عز وجل (إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا)النساء 94 وقرئ (فتثبَّتوا) والمعنيان متقاربان وقوله عز وجل (إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا)الحجرات 6 و(فتَثبَّتُوا) قرئ بالوجهين جميعاً وقال سيبويه في قوله الكتاب المُبين قال وهو التِّبيان .

ان العلاقات بين المجتمع المسلم وغيره؛ تبدأ من تحديد العلاقة بين المسلم وربه ، وتحديد طبيعة « الإسلام » الذي أعلنه؛ ومن بيان تكاليف هذا الدين ، ومنهج الحركة به في مجالاته الكثيرة .

ثالثا : إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين الله - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع فكان لا بد من تبيين هذه الصفقة وتوضيحها . فهي بيعة مع الله لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون الله - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وليكون الدين كله لله . فقد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم ، هو الجنة : وهو ثمن لا تعدله السلعة ، ولكنه فضل الله ومَنَّه :

{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ، وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن . ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم } التوبة111 .

والذين باعوا هذه البيعة ، وعقدوا هذه الصفقة هم صفوة مختارة ، ذات صفات مميزة . . منها ما يختص بذوات أنفسهم في تعاملها المباشر مع الله في الشعور والشعائروعلاقتهم به عز وجل؛ ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة في أعناقهم من العمل بالدعوة لهامن خلال علاقتهم مع غيرهم من الناس لتحقيق دين الله في الأرض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام على حدود الله في أنفسهم وفي سواهم وانهم :{ التائبون ، العابدون ، الحامدون ، السائحون ، الراكعون الساجدون ، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، والحافظون لحدود الله . وبشر المؤمنين } التوبة112.

والآيات التالية في السياق تقطع ما بين المؤمنين الذين باعوا هذه البيعة وعقدوا هذه الصفقة ، وبين كل من لم يدخلوا معهم فيها - ولو كانوا أولى قربى - فقد اختلفت الوجهتان ، واختلف المصيران ، فالذين عقدوا هذه الصفقة هم أصحاب الجنة ، والذين لم يعقدوها هم أصحاب الجحيم . ولا لقاء في دنيا ولا في آخرة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم . وقربى الدم والنسب فلا تنشئ رابطة ، ولا تصلح وشيجة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم :وصدق الله العظيم { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين  ولو كانوا أولي قربى  من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . إن إبراهيم لأواه حليم } التوبة 114. .

وولاء المؤمن يجب أن يتمحض لله الذي عقد معه تلك الصفقة؛ وعلى أساس هذا الولاء الموحد تقوم كل رابطة وكل وشيجة - وهذا بيان من الله للمؤمنين يحسم كل شبهة ويعصم من كل ضلالة - وحسب المؤمنين ولاية الله لهم ونصرته؛ فهم بها في غنى عن كل ما عداه ، وهو مالك الملك ولا قدرة لأحد سواه { وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ، إن الله بكل شيء عليم ، إن الله له ملك السماوات والأرض ، يحيي ويميت ، وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } التوبة 116 .

رابعا : ان المبين اسم من أسماء الله يدل على ذات الله وعلى البيان والإبانة بدلالة المطابقة وعلى ذات الله وحدها بالتضمن ، وعلى الصفة وحدها بالتضمن ، أما دلالة الاسم على صفة الذات ، فالصفة لم ترد إلا ضمن الاسم في قوله تعالى ( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) [النور:25] .

وأما دلالة الاسم على صفة الفعل فالأدلة كثيرة كقوله تعالى (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلهُمْ يَتَّقُونَ )[البقرة:187] ، وقال (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيم ) [النور:59] ، وقال ( وَيُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآياتِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور:18 وقال سبحانه (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) [النحل:92] ، وقال (وَمَا كَانَ الله لِيُضِل قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) التوبة115

والاسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والسمع والبصر ، والعلم والقدرة والحكمة والخبرة ، والهداية والرحمة ، واللطف والرأفة ، وغير ذلك من صفات الذات والأفعال ، وقد ختمت أغلب الآيات التي فيها صفة البيان بلوازم الوصف كالعلم والحكمة في قوله : ( يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [النساء:26] ، والهداية والرحمة في قوله : ( وَنَزَّلنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلمُسْلِمِينَ ) [النحل:89] ، وكذلك في قوله : ( هُوَ الذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ الله بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [الحديد:9] ، واسم الله المبين دل على وصف ذات وفعل معا ، فعلى تقدير أن الاسم من الفعل بان بمعنى ظهر فهو وصف ذات ، وعلى تقدير أن الفعل أبان فهو وصف فعل .

ان الله تعالى قد بين لنا كل ما نحتاجه في حياتنا الدنيا من احكام عبادات ومعاملات وعقود وعلاقات, وقدقال أبو ذر رضي الله عنه ( لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه إلا ذكر لنا منه علما ) (مسند احمد) وفي صحيح مسلم أن بعض المشركين قالوا لسلمان ( لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة ) , قال ( أجل )(مسلم) .وقال صلى الله عليه وسلم (تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) (ابن ماجه). وقال صلى الله عليه وسلم ( ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا من شيء يبعدكم من النار إلا وقد حدثتكم به )(الطبراني), فليس بعد هذا البيان بيان.

اما من ارادوا ان يفسروا هذا البيان تفسيرا بناء على مصلحة حددها العقل ووضع النتائج مسبقا بليّ عنق النص ليا يخرجه عن اطاره ليوافق هواه, كالقول بان الديمقراطية شورى والشورى  من الاسلام,وان التدرج في تطبيق شرع الله شرعي وقليل الربا مباح وكذلك فقه الموازنات وفقه الواقع وفقه الضرورات وابرام المعاهدات مع يهود ومفاوضتهم والحلف بالله العظيم على الحفاظ على دستور الكفر والحكم به وجواز الاستعانة بالكافر، ثم بعد ذلك يقول بان هذا هو فهمي للاسلام فيقال له بكل بساطة ووضوح بان فهمك هذا ليس حجة على الاسلام وبعد ذلك فان الله  يُضل من يشاء ويهدي من يشاء.


حديث رمضان 11
جواد عبد المحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات