الثروة السمكية في عمان

الثروة السمكية في عمان

تتميز البحار العمانية بتنوعها الكبير، فعمان تطل على ثلاث بحار متنوعة البيئات والظروف الجغرافية، الخليج العربي, وبحر عمان, وبحر العرب, وطول سواحلها يبلغ (3150) كم تقريبا بالإضافة إلى أن هذه البحار هي جزء متصل بالمحيط الهندي الواسع، وهذا التنوع في البحار، يضاف إليه التغير المستمر في التيارات المائية الفريدة الباردة التي تأتي في فصل الخريف من بحار بعيدة غرب استراليا إلى شواطئ عمان المطلة على بحر العرب، مما يؤدي إلى تغير المناخ في هذه المنطقة ويسبب ما يعرف علميا بظاهرة التقليب (الخريف محليا)، وهي من الظواهر النادرة في العالم وتتميز تلك الموجودة فيها وفي بحر العرب منها على وجه الخصوص بتفردها بأنها أقوى ظواهر التقليب على المستوى العالمي مما يميز هذه المنطقة عن غيرها من مناطق الاصطياد.
فالغوص في أعماق مياه عمان يكشف الكثير من الثراء والتميز للبيئة العمانية، فقد تنوعت قيعان البحار فيها لتشمل بيئات الشعاب المرجانية والصخور والرمال والجبال في مواقع عميقة من البحار، وهذا التنوع والاختلاف في قيعان البحار، بالإضافة إلى التنوع في اتجاهات وأنواع التيارات في البحار العمانية، أدى إلى تنوع كبير وفريد في الكائنات البحرية، حيث تحوي بحار عمان وبيئاتها البحرية المختلفة، على العديد من الشعاب المرجانية المختلفة الأشكال والألوان والأحجام، بالإضافة إلى التنوع في العوالق النباتية والحيوانية الدقيقة والأعشاب البحرية وأشجار القرم، هذا بالإضافة إلى التنوع الكبير والهائل في الأسماك والرخويات والقشريات والسلاحف البحرية والحيتان والدلافين.
ولو نظرنا إلى واقع الثروة السمكية لوجدنا أن متوسط الإنتاج السمكي خلال الفترة من 2001-2010م هو 150300 طن تقريبا، تراوح بين 129904طن عام 2000م إلى 165534 طن عام 2004م، وكان الإنتاج 164055طن (كتاب الإحصاء السمكي 2010م). ولقد أثبتت المسوحات السمكية الحديثة لبحر العرب (2007-2008م) إن الكميات الممكن اصطيادها هي مليون إلى مليونان طن سنويا، أي ما يعادل عشرة أضعاف الإنتاج الحالي من الأسماك. كما إن مخزون الثروة السمكية في عمان يتركز في منطقة بحر العرب ومع ذلك ما زال إنتاج المنطقة الوسطى التي تحوي اكبر مخزون سمكي محدودا (29304طن، عام 2010م). وهو اقل بكثير من إنتاج المنطقة الشرقية (41889 طن، عام 2010م).
كما انخفضت مساهمة الثروة السمكية في الناتج المحلي الإجمالي من 1% 1998م إلى 0.5% عام 2009م. والمفترض وفق الرؤية المستقبلية 2020 تحقق معدل نمو 5.6% سنويا (الرؤية المستقبلية 2020، وكتاب الإحصاء وزارة الاقتصاد الوطني سابقا 2009م).
ان هذه الارقام(الحكومية)والفاقدة للمصداقية التي تعودت الامة على سماعها ارقام مهولة ,فالشركات المحتكرة للمادة الخام لا تعلن عن انتاجها(نهبها)الحقيقي وبرغم هذا وذاك فان هذا الانتاج ضخم جدا اذا علمنا ان تعدادالسكان في عمان 2,77 مليون فكيف يعقل ان تعاني الامة هذا العوز مع وجود هذه الثروة,فالثروة السمكية لوحدها فقط تغنيهم ولا نريد ان نحسب النفط وغيره.
أن سواحل عمان الطويلة والمنوعة البحار والبيئات والثروات وفرت ثروة بحرية هائلة بحاجة إلى حسن استغلالها,فمن يصدق أن العماني تمر عليه الأيام والأسابيع دون أن يأكل السمك في مائدته.. "عادلنا شهر ما كلينا سمك" عبارة سمعتها بأذني من أحد السيدات"عبارة قرأتها على الانتر نت , الأسعار مرتفعة بشكل خيالي سعر كيلو التونه (الجيذر) ريالين و نصف وأحيانا 3 ريالات(الريال =10 شيكل) والشعري الحبة بريال ما تشبع رضيع..نسمع عن الثروة السمكية في بلدنا (أسمع جعجعة و لا أرى طحينا) و لكن أين يذهب السمك؟يقول اخر.
ان القضية لا تكمن في عمان لوحدها وانما اتينا بعمان كمثال لمشكلة يعاني منها المسلمون في اوطانهم ويحاربون في ارزاقهم,فسوء الرعاية (اوسمها ماشئت من تواطىء الحاكم واعلانه الحرب على شعبه)قد انعكس على الحياة اليومية للامة, فالثروة موجودة ولكنها تدور بين الاهدار والنهب المنظم تحت شعار(الاستثمار او الاحتكار اوالامتيازات) وهذا ما ادى لمشكلة هي ام المشاكل او حزمة المشاكل من بطالة وفقر وجوع ومرض.
ان تاريخ عمان يشرح الفكرة التي نريد بيانها,فقبل النفط والغاز ولكن مع وجود الحاكم الحاكم الذي يرعى المصالح غزت البحرية البرتغالية الخليج عقب سقوط الاندلس وحاولت السيطرة عليه,فتصدى السلطان لهم وبنى اسطولا قويا يضاهي اساطيل الدول العظمى, ففي عام 1749م، أصبح الإمام أحـمد بن سعـيد إماماً لعُمان، فوضع نصب عينيه إعادة بناء البحرية العمانية وجعلها على رأس أولوياته. وأثمرت جهود الإمام أحمد عن أسطول تكون من أربع سفن كبيرة، زود كل منها بأربعين مدفعا،ً علاوة على 25 من الزوارق المصنوعة محلياً. ومع إطلالة القرن التاسع عشر، شهدت عمان تأسيس أكبر أسطول بحري لم تعهد له مثيلاً من قبل، بلغ تعداده عام 1805م أربع فرقاطات، وأربع قرويطات، ومركبين من ذوي الشراع الواحد، وسبعة مراكب ذات الصاري، وعشرين مركباً تجارياً  مسلحاً.ومخرعباب البحر حتى وصلت احدى هذه السفن(سلطانه) الى نيويورك في 30 أبريل 1840م وعلى متنها أحـمد بن النعـمان أول مبعوث عربي يصل أمريكا. وتوجه حاكم ممباسا –إحدى المقاطعات العمانية آنذاك- على ظهر السفينة سـلطانة أيضاَ إلى لندن في عام 1842م كسفير لدى الملكة فكتوريا. كما زارت السفينة العمانية كارولـين المزودة بـ 26 مدفعاً مدينة مرسيليا في عام 1849م.
لقد سجل أحد التجار الإمريكيين الذين زاروا زنجبار في بداية الثلاثينات من القرن ‏التاسع عشر مشاهدات وإنطباعاته عن السيد سعيد الذي وصل شرق إفريقيا على ‏رأس قوة تتألف من سفينة مزودة بأربعة وستين مدفعاً وثلاث فرقاطات مزود كل منها ‏بستة وثلاثين مدفعاً وسفينتين مزود كل منهما بأربعة عشر مدفعاً وحوالي مئة مركب ‏نقل عليها ستة آلاف مقاتل وعلى الرغم من بعد الممتلكات العمانية في إفريقيا عن عمان ‏بأكثر من خمسة الآف ميل إلا أن الإسطول العماني من من القوة بحيث يحرس هذه ‏الممتلكات الشاسعة الممتدة بين بندر عباس إلى زنجبار , كما كان يحرس عشرات ‏الموانئ الواقعة على السواحل العربية والإفريقية وعشرات الجزر المتناثرة في الخليج ‏العربي والمحيط الهندي .‏
فالمدقق فيمن يحكم بلاد المسلمين يرى ان الحاكم يتحول الى تاجر يتعاطى مع المادة الخام في بلده كأنها له فهذا ينهبها وهذا يبيعها وهذا يهبها للحاشية, ولقد كشفت وقائع ما بعد الثورات عن حجم ثروات بعض الحكام المذهلة والتي لو استغلت لبناء المصانع ما بقي فقيراو عاطل عن العمل,فكل النفط في ليبيا في يد معمروثروته لا يمكن احصاءها وثروة مبارك ما بين اربعين وسبعين مليارا وكذلك علي عبد الله صالح وربما افقرهم صاحب تونس زين العابدين بن علي,والاصل انه راع بغض النظر عن كونه مسلما او غير مسلم كاليابان مثلا او كوريا الجنوبية وهما دولتان تفتقران للمادة الخام.
فالثروة هي مادة خام وجهد مبذول,والقضية ليست السمك فالمادة الخام موجودة بكثرة في كل بلاد المسلمين ولا تحتاج لكثير عناء لاستخراجها,ومنع المسلمين من بذل جهدهم في المادة الخام لانتاج ثروة تغنيهم, في الوقت الذي تمنح هذه المادة الخام للغير تحت مسميات براقة جعل البطالة والفقر وما ينتجانه حزمة واحدة ترى انعكاساتها في كل بلد مورست هذه السياسة فيه,فالهجرة للغرب امنية كل شاب متعلم او صاحب حرفة.
ان الشركات الاحتكارية الكبرى للصيد الجائر والمملوكة من قبل هولاء الناهبين الجشعين لم تدع فرصة لصغار الصيادين وللمستفيدين من صيد الاسماك, حيث انها تمارس الصيد بواسطة سفن صيد تملك تقنية عالية في اصطياد كميات هائلة من الاسماك وبالتالي تصديرها للخارج من اجل الربح وليذهب المواطن المسكين الفقير الذي لا يستطيع المنافسة او حرم منها في قعر البحر,ويقول احد الاشخاص( لا تنسوا أن سكوتنا على عدم المطالبة بحقوقنا هو الأمر الذى جرّأ الآخرين على نهبها، ومن لم يسيّر حياته بيده سيّرها له الآخرين فلا يجب عندها أن يثور على وضع عمل هو بنفسه على صناعته),ويتسآءل  آخر(جميع ثروات البلاد من ثروة النفط والثروة الحيوانية والثروة السمكية الخ هي ملك المواطنين جميعا فلماذا القلة القليلة من شريحة المجتمع هي المستفيده من هذه الخيرات والثروات وبقية شرائح المجتمع عليها ان تعاني وان تشكر على نعمة الامن والامان ان توفر والتعليم والصحة المجاني, لماذا وكأن لا حق لها من هذه الثروات وكأن ما يقدمه الحاكم للشعب صدقة يتصدق بها عليهم من مال ابيه وامه.
والمثال الثاني الذي اريد طرحه هو اليمن (الذي كان سعيدا) فانها كاختها عمان مع بعض التميز بالبأس والفقر الذي حل باكثر من نصف السكان مع انها تمتلك اكثر من (2500)كم من الشواطىء على بحر العرب والبحر الاحمر,واري ان اترك الكلام (لمصور الماني) يحكي عن اهل جزيرة يمنية قد يفشل كثيرون في تحديد موقعها الجغرافي على الخريطة، إلا أن جزيرة سقطرى اليمنية تعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية النادرة، نظراً لما تتمتع به من طبيعة عذراء خلابة، أكسبتها لقب «جزيرة الأحلام»,الموقع الاستثنائي لأرخبيل سقطرى الذي يقع في شمالي غربي المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن، أكسب الجزيرة تنوّعاً كبيراً في النباتات النادرة عالمياً ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إلى إدراجها على لائحة مواقع التراث العالمي وضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية.
وتحولت الجزيرة إلى متحف للتاريخ الطبيعي، حيث ينتشر ثلث أنواع النباتات النادرة من أصل 825 نوعاً، و90 في المئة من أنواع الزواحف، و95 في المئة من أنواع الحلزونيات البرية المستوطنة فيها، والتي لا يوجد لها مثيل في أي منطقة أخرى من العالم.
هذا الجمال التقطته عدسات المصور الألماني كولديس شولتز (27 عاماً) الذي افتتن بالجزيرة، منذ أن قرأ عنها، وزاد تعلقه بها وبأهلها لدى وصوله هناك وقضى المصور الألماني وقته في سقطرى، حيث نشر العديد من الصور الفوتوغرافية وقصة أسفاره للجزيرة، في كتاب بعنوان «سقطرى... جزيرة».
وشرح شولتز: «أسرت بجمالها الأخاذ إنها عالم آخر، تضاريسها الطبيعية غريبة، تتخللها الجبال والأودية والسهول الصحراوية على شكل الهلال بجانب الكثبان الرملية الضخمة والنباتات المستوطنة تختلف تماماً عن أي شيء سبق أن رأيته».
وتحدث شولتز عن فشله في رأب الهوة الثقافية برغم الحفاوة البالغة والكرم الذي وجده أثناء إقامته بين أهل الجزيرة قائلاً: «كانوا مضيافين للغاية... رحبوا بي في ديارهم وتناولت الشاي مع كبارهم... ولكن كان هناك عالم غير مرئي من الاختلاف الثقافي الشاسع».
كما تناول شولتز معاناة سكان الجزيرة ومعظمهم يعمل في صيد السمك - في إيجاد قوتهم اليومي نظراً لتعرض ثرواتهم البحرية لـ«النهب» بسبب الصيد غير المشروع الذي تمارسه سفن صيد أوروبية، أدى إلى اضمحلال الثروة السمكية في المنطقة.
وكتب شولتز «حللت ضيفاً عند صيادين على الساحل. مرت أيام لم يتمكنوا فيها من اصطياد شيء، ولم يكن أمامنا سوى تناول خبز الأمس. أدركت للــمرة الأولى ما يعنيه الصيد الجائر. فالأمر لا يتعــلق بانعدام سمك التونة لعقد من الزمـن بل بشعب سيعاني من الجوع، لأنه لا يجد كفايته من السمك»(«سي ان ان»)

وتعتبر حضرموت اخصب ابحر اليمن انتاجا للثروه السمكيه وتقدر الشركات الناهبه لاسماك حضرموت مايفوق ال 40 شركه وكل تلك الشركات تحميها قوانين الاستثمار,والثروه السمكيه المنهوبه من حضرموت تقدر ب 180 مليون دولار سنويا من عوائد تصدير الاسماك والاحياء البحرية.

جواد عبد المحسن
حديث رمضان - 12

إرسال تعليق

0 تعليقات