الإسلام


الإسلام

خاتمة الرسالات، ورسوله خاتم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومعجزته خاتمة المعجزات.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا وَتَرَكَ مِنْهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالبِنَاءِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ! وَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ) [الترمذي ومسلم وغيرهم]
وشاء الله تعالى أن تحمل هذه الخاتمة اسم الإسلام الذي هو بالأصل دين الأنبياء ومن تبعهم منذ أن خلق الله تعالى البشر. ومن أثر ذلك أن يدرك كل منصف من أتباع الرسالات الأخرى الذين يعلمون أن الإسلام دين الله، أن يدرك أن خاتمة الرسالات لن تأتي بعدها رسالة، وكونها من عند الله تعالى فإن هذا يقتضي منه الإسراع للدخول فيها خاصة أنه من أهل رسالة.
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ 81 فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 82 أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران: 81-83] فالميثاق أن يؤمنوا بمن يأتيهم من رسول مصدقا لما معهم مما يفهم منه أنه يأتي برسالة جديدة، والخطاب يفهم منه أنه للنبيين ولأممهم لقوله تعالى فمن تولى بعد ذلك وهم الأتباع.
أما اليهود والنصارى فهم على الأخص أعرف الناس برسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام إذ أخذ الله ميثاقهم بنصرته واتباعه، وهو الذي ذكر عندهم في التوراة والإنجيل، ولذلك فإنهم الأولى باتباعه (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) [الأعراف: من 157] (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلامِ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [الصف: 6-7],فمن سارع إلى الإيمان به فقد فاز.
قال عليه الصلاة والسلام: (مثلُ المُسلِمينَ واليهودِ والنَّصارى، كمثَلِ رجُلٍ استأجَرَ قومًا، يعملونَ له عمَلا إلى الليلِ، فعمِلوا إلى نِصفِ النهارِ فقالوا : لا حاجةَ لنا إلى أجرِكَ، فاستأجَرَ آخرينَ، فقال: أكمِلوا بقيَّةَ يومِكُم ولكُمُ الذي شَرَطْتُ، فعَمِلوا حتى إذا كان حينَ صلاةِ العصرِ، قالوا: لك ما عَمِلنا، فاستأجَرَ قومًا، فعَمِلوا بقيَّةَ يومِهِم حتى غابَتِ الشمسُ، واستكملوا أجرَ الفريقينِ كِليْهِما، فَذلِكَ مَثَلُهُمْ ومثل ما قبِلوا مِن هذا النُّورِ) [البخاري وابن حبان] . سُئل أحد العارفين : فيم أفنيتَ عمرك؟ قال : في أربعة أشياء : علمتُ أنِّي لا أخلو من نظر الله تعالى طَرْفة عَيْن ، فاستحييتُ أن أعصيه ، وعلمتُّ أنَّ لي رِزْقاً لا يتجاوزني وقد ضمنه الله لي فقنعتُ به ، وعلمتُ أن عليَّ ديناً لا يُؤدِّيه عنِّي غيري فاشتغلتُ به ، وعلمتُ أن لي أَجَلاً يبادرني فبادرته . اجعل الله تبارك وتعالى في بالك دائماً يكُنْ لك عِوَضاً عن فائت ، واستح أنْ يطلع عليك وأنت تعصيه . وقد ورد في الحديث القدسي : « إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم فالخلل في إيمانكم ، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم؟!
عن أُبَيّ بن كعبٍ (رضي الله عنه) قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ والدِّينِ والرِّفْعَةِ والنَّصْرِ والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ، فمَن عملَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا لم يَكُن لَهُ فِي الآخرةِ مِن نَصيبٍ».
إياك أخي/أختي أن تكونوا من الذين لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم، والعياذ بالله؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر) رواه مسلم.
وعن أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم) قالها ثلاثاً، فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (المسبِل، والمنّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم.
وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماءٍ بطريق، يمنع منهُ ابن السبيل، ورجلٌ بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه ما يريد وفّى له، وإلا لم يف له، ورجل ساوم رجلاً بسلعةٍ بعد العصر، فحلف بالله لقد أُعطي بها كذا وكذا، فأخذها)
فالأوّل منع الماء عن ابن السبيل ظلماً وطغياناً، والثاني أحد المرتزقة، سلك النفاق وتعامل مع ولي أمره من منطلق النفعيّة فحسب، والثالث صاحب أيمانٍ كاذبةٍ في هذا الوقت المعظّم.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجّلة المتشبهة بالرجال، والديّوث) رواه أحمد والنسائي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاينظر الله إلى رجل أتى رجلاً، أو امرأةً في الدّبُرُ) رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إن الذي يأتي امرأته في دُبُرها، لا ينظر الله إليه) رواه النسائي.
والله تعالى أعلى وأعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل " الرشد "؟
حين أوى `` الفتية إلى الكهف ``لم يسألوا الله النصر، ولا الظفر، ولا التمكين !!!
فقط قالوا:” ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا "رشدا "
والجن لما سمعوا القرآن أول مرة قالوا: ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلي "الرشد" فآمنا به )..
وفي قوله تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ "يَرْشُدُون" َ”
فالرشد هو:- إصابة وجه الحقيقة …
- هو السداد …
- هو السير في الإتجاه الصحيح ..
فإذا ارشدك الله فقد اوتيت خيرا عظيما…
وخطواتك مباركه “ وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا "رشدا " ”
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمرا واحداً هو:“ هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت "رشداً " ”
فقط "رشداً"
فإن الله إذا هيأ لك أسباب "الرشد"، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي ..فاللهم هيئ لنا من أمرنا "رشدا" ..
اسأل الله أن يجعلني وإياكم من الراشدين، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأقوال والأعمال.

حديث رمضان 16
جواد عبد المحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات