الامام و الامير و القائد و السياسة



(الإمام)(الأمير)(القائد)
والسياسة
السوَّسُ : الرياسه يقال ساسوهم سوساً

وإذا رأسوه قيل...سوَّسوه

ساس :  ساس الأمر سياسة...قام به
            رجلٌ ساس من قومه...يقوم بأمرهم
وأنشد ثعلب
سادةٌ قادةٌ لكل جميع

ساسةٌ للرجال يوم القتال

سُوّس فلان أمر بني فلان...كُلف أمرهم وملك أمرهم

قول الحطيئه

لقد سُوّس أمر بنيك حتى

تركتهم أدقَّ من الطحين

        يعني لقد ملكت أمر أولادك لرعايتهم فتركتهم أنعم من الطحين
وفي الحديث ( كانَ بنو إسرائيل تسوسهم أنبياءهم ) فالسياسة مما تقدم هي: القيام على الشيء بما يصلحه
فهي كفعل السائس على الخيول وغيرها .
        وقد شاع هذا الاصطلاح واستعمل وأطلق على صاحب الأمر والنهي الذي يرعى رعيته ويسوسها ثم تحولت الحال وأصبح يعرف بعد أن كان يفهم منه أنه القيام على الشيء بما يصلحه أصبح يعرف ب(فن الممكن) ويطلق على الذي يمارس فن الممكن هذا سياسي.
        الفرق بين الراعي(السياسي) والموظف
حتى تتضح الصورة لابد من التفريق بين السياسي والموظف من عدة نواحي أولها :-
             1.       الاستقلالية في اتخاذ القرار
إن الراعي والحاكم السياسي يستطيع أن يتخذ القرار بناءً على قيامه بشؤون رعيته وصلاحهم دون وجود عقبات أو تحديد صلاحيات.
الموظف لا يستطيع أن يتخذ قراراً بل عليه أن يراجع رؤسائه في كل أمر لا يدخل ضمن صلاحياته.
             2.        الحاكم والراعي و السياسي يملك القدرة على الابتكار والتبني والتخطيط والتنفيذ.
الموظف ليس له ذلك بل يمكن أن يكون عضواً في لجنة ضمن صلاحيات محدودة إما التخطيط أو البحث.
             3.       الحاكم آمرٌ بمعنى انه الدولة والدولة هو...الموظف مأمور يمتثل ولا يملك أن يأمر إلا بإذن من آمره .

واجبات الراعي(الأمير) :
1.       حفظ الدين: بأن لا يكون في الدولة مجالٌ لمبتدع ولا لمضل ولا لمتأول في غير موضع للتأويل حتى يكون الدين محروساً من خلل والأمة ممنوعة من زلل ونشر تعاليم الإسلام كافة؛ لأن دولة الإسلام ما قامت إلا لغاية واحدة هي نشر الإسلام وجمله للعالم لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وقال عمر بن الخطاب لقداده( الا وإني لم أبعثكم أمراء ولا جبارين ولكن بعثتكم أئمة هدى يهُتدى بهم )
وحماية تعاليم الإسلام وأحكامه حتى لايخرجها المنحرفون والمندسون عن صفاءها ولا يحصل اللبس.كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري( إنه بلغني أن أُناساً من قبلك قد دعو بدعوى الجاهلية-يا آل ضبه-  فإذا أتاك كتابي فأنهكهم عقوبةً في أموالهم وأجسامهم حتى يفرقوا إذا لم يفقهوا ) .
2.       تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين وفض الخصومات حتى لا يبغي ظالمٌ ولا يضعف مظلوم وفي هذا يقول عمر بن الخطاب ( ولست ادع أحداً يظلم احداً ولا يعتدي عليه حتى أضع خده على الأرض وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحق ).
3.       حماية بيضة الدين ومنع الدعوة إلى غير الإسلام في ديار الإسلام ومنع النصارى من رفع الصليب في ديار المسلمين وإلزامهم بعدم المتاجرة بالخمر وأن تلبس نساءهم لباساً يوافق النظام العام للدولة.
4.       إقامة الحدود لتصان محارم الله عز وجل عن الانتهاك وتحفظ حقوق العباد من الإتلاف والاستهلاك.
5.       تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة حتى لايغتر مغرور.
6.       حمل الإسلام بجهاد من عاند حتى يسلم أو يدفع الجزيه عن يد وهو صاغر.
7.       جباية الفيء والصدقات على ما أوجب الله من غير خوف ولا عسف.
8.       تقدير العطايا والمستحقات من بيت المال من غير سرف ولا تقتير.
9.       أن يستعين بالنصحاء والأمناء فيما يفوض إليهم من أعمال .
10. أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور وتصفح الأحوال لينهض بسياسة الأمة وحماية الملة ولا يعول على على التعويض تشاغلاً بلذة أو عبادة فقد يخون الأمين ويغشُّ الناصح وقد قال الله تعالى ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) .
 ورحم الله من قال:
وقلّدوا أمركم لله دركم
رحْبَ الذراع بأمر الحرب مضطلعاً         
لا مُترفاً ان رخاء العيش سأغيره
ولا إذا عضًّ مكروهٌ به خشعا
مازال يحلب دُرَّ الدهر أشطره
يكون متَّبعاً يوماً ومتتبعاً
هذه لمحةٌ عن واجبات الراعي أو الأمير فهو يسوس رعيته ويطلب لهم الخير دائما ويقوم على مصالحهم ولرب سائل يسأل والدول الكافرة هي التي ترعى رعيتها..؟؟..والجواب أن المشاهدة أبلغ من السمع فإن ما تراه من حالنا هذا ما هو إلا نتيجة من نتائج رعاية الدول الكافرة لرعيتها فالصناعة محرمة علينا لتبقى مصانعهم تعمل وقس على ذلك أشياء كثيرة.
وليس هذا لقوتهم وضعفنا بل لانعدام رجال الدولة عندنا و وفرتهم عندهم ... رجال الدولة الذين لم يأتوا عن طريق الانقلابات وما جاء به إلى الحكم شرفه ورفعة نسبه...
وليس هذا لفقرنا وغناهم فإن عندنا من الثروات مالا يحصى ولكننا نفتقر إلى الراعي الذي يرعى ولا يكون موظفاً يؤمر.   

جواد عبد المحسن 

إرسال تعليق

0 تعليقات