حصوننا مهددة من داخلها


حصوننا مهددة من داخلها

الاخوة الاكارم:نحاول ان نفهم واقعا آلت اليه امورنا ووقع هذا الواقع بفعل فاعل ولم يكن عبثا وهذا الواقع الاليم ليس قدرا علينا ولا يجوز الاستسلام له فقد كانت هناك اعمال مهدت لهذا الواقع المصنوع صناعة على عين بصيرة ,ولقد تنبه لهذا الامر اناسا ضرخوا باعلى اصواتهم ومع ضجيج الجهل لم يسمع احد ومن هؤلاء الاستاذ الدكتور محمد محمد حسين في كتابه حصوننا مهددة من الداخل وهذه قراءة سريعة له وارجو ان تتمعنوا بالقراءة
"حصوننا مهددة من داخلها".. للدكتور محمد محمد حسين بقلم طارق السيد.
"يظن بعض الناس أن الدول القوية هي التي تملك عدداً ضخمًا من عدد القتال وآلاته، وتنتج مقادير هائلة من الصناعات التي تغمر أسواق العالم. وحقيقة الأمر أن هذه الدول لا تتاح لها القوة حتى يكون من وراء كل هذه العدة الهائلة، وذلك الإِنتاج الضخم خلق متين يجمع أهلها ويشد بعضهم إلى بعض، ويعطف كل واحد منهم على أخيه، ويمنع عناصر الفساد وأسباب الفرقة والخلاف أن تتسرب إلى صفوفهم وتنخر عظامهم"، بهذه الكلمات عبر الدكتور محمد محمد حسين عن الفكرة الرئيسية التي يدور حولها كتابه "حصوننا مهددة من داخلها"، وهو في أصل مجموعة من المقالات، جمعها المؤلف في كتاب، كلها تدور حول الأخطار الداخلية التي تهدد الأمة الإسلامية، وتحذر من أن الخطر الداخلي أهم بكثير من الأخطار الخارجية، ولكي نواجه عدونا في الخارج لابد من تصحيح الداخل.
ويبين المؤلف منهجه في الكتاب قائلا: هذه الصفحات لا تستقصي نشاط الهدامين، ولا تستوعب كل ميادينهم ولا تحصيها عدداً، ولكنها تقدم نماذج منها تكشف عن أساليبهم في الدس والتزييف والهدم والتخريب، وهي أساليب لا يقتصر شرها على بلد دون بلد، فهي تعم بلاد العرب، بل بلاد المسلمين، بل الشرق كله، يسقونه السم على حين نهضته حتى لا تصح له نهضة، وليقودوه إلى الهاوية. ثم يشرع في بيان المخاطر التي تحدق بالأمة في كل مجال من مجالات الحياة.
في مجال الفن والثقافة:
تعددت مصادر الثقافة، فلم تعد المدرسة وحدها هي المصنع الذي يُصنَع فيه الرجال. فقد أصبح ينافسها كثير من القوى الجديدة التي ولدتها المدينة الحديثة، ينافسها في ذلك المطبعة بما تخرجه من كتب ومن صحف ومن نشرات، وتنافسها فيه الإِذاعة بما توجهه من كلمات وألحان في مختلف الصور والألوان، وتنافسها فيه السينما بما تجسمه لوحتها الخداعة من حكايات، وما تَعْرِضه من فنون وشؤون، وتنافسها ألوان أُخرى مثل شركات تسجيل الأغاني، ودور اللهو والتمثيل. مشيرا أنه من العبث أن تبذل المؤسسات التعليمية جهودها في التربية والبناء، ثم تأتي هذه المصادر تنقض ما أبرمته، وتشكك فيما قررته، وتدعو إلى ما حذرت منه وحرّمته. فينتج عن هذا الواقع أمزجة فاسدة باردة، لا تجد لذة ومتاعاً إلّا في الساقط من القول واللهو من الحديث.
ويشير المؤلف إلى خطر عظيم دخل مجال الثقافة، وهو حب التقليد للأجنبي في الشر والخير، كان من بين ما ابتُلِينا به أننا أصبحنا لا نُعجَب بأثر من آثارنا أو عادة من عاداتنا حتى نسمع تقريظ الأجنبي لها، فنقرظها تبعاً له، أو نرى اهتمامه بها وعنايته بدراستها فندرسها اقتداء به. وقد ظلت "ألف ليلة وليلة" دهوراً لا يكترث لها إلّا السوقة والفارغون وأصحاب المجنون، حتى رأينا الأجانب يترجمونها ويوهمون الناس أن حياة الشرقيين ليست إلّا صورة مما تسوقه أقاصيصها، فتنبه باحثونا عند ذلك لها، وتناولتها أقلامهم بالدراسة والتنقيح والتهذيب والاقتباس.
وفي مجال المجتمع:ينتقد المؤلف الدعوات المتزايدة إلى الاختلاط بين الذكور والإناث، حيث كثر كلام الناس في عصره - في الصحف وفي دور العلم، وأقسام الفلسفة ومعاهد تخريج المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين منها خاصة - عن الكبت الجنسي ومضاره. وشاع بين كثير ممن ينتحلون الدراسات النفسية - والفرويدية منها خاصة- أن السبيل إلى تلافي الأضرار المتولدة عن هذا الكبت هي اختلاط الذكور بالإِناث وتخفّف النساء من الحجاب ومن الثياب، وهو تخفف لا يعرف الداعون إليه مدى ينتهي عنده. ولعله ينتهي إلى ما انتهى إليه الأمر في مدن العراة التي نُكِست فيها المدنية، فارتدت إلى الهمجية الأولى. ذلك هو "المجتمع المختلط" الذي يَدْعون إلى تعميمه في المدارس، وفي الإدارات الحكومية وفي المصانع وفي الشركات وفي الأندية والمجتمعات. وقد أخذت هذه الدعوة سبيلها إلى التنفيذ في بعض هذه الميادين.
موضحا أن هذه الدعاوي هي جزء من اتجاه أكبر وأعم، يراد به فرنجة المرأة الشرقية، وحملها على أساليب الغرب في شتى شؤونها: في الزواج وفي الطلاق، وفي المشاركة في العمل والإِنتاج في شتى الميادين، وفي الزي وفي المحافل والمراقص، إلى آخر ما هنالك. وهذا الاتجاه هو بدوره جزء من اتجاه أكبر، يراد به سلخنا من أدب إسلامنا وتشريعه، وإلحاقنا بالغرب في التشريع والأدب والموسيقى والرسم وفي فنون الحياة بين جد ولهو.
ويتعرض المؤلف لظاهرة النساء المترجِّلات حيث ينتقدها ويصفهن بـ "الجنس الثالث". فالواقع أن هذه التسمية وصف صادق كل الصدق لهذه الطبقة الجديدة من النساء التي برزت مشكلتها في المجتمع الأوروبي منذ أواخر القرن الميلادي الماضي- التاسع عشر- ، بعد أن تكاثر عددها. ذلك لأنهن قد فقدن أنوثتهن فلم يعدن نساء، وابتذلن أجسادهن وأرْخَضْن مفاتهن حتى عافها الرجال وانصرفوا عنها. ثم إن فطرتهن وخلقتهن تأبى عليهن من بعدُ أن يَدْخلن في عِدَاد الرجال. فهن يخالفن الرجال طبيعة وتركيباً، ويخالفن النساء وظائف وأعمالاً. "وقد درس أحد الكتاب الإنجليز أحوالهن درساً مدققاً، فوجد أنهن يتركن الزواج. وبانتزاعهن أنفسهن من وظائفهن الطبيعية كالأمومة وما يتبعها قد تغيرت إحساساتهن عن إحساسات بنات جنسهن، وصرن في حالة من الكآبة تشبه أعراض الماليخوليا". لقد أساءت المرأة إلى نفسها وأساء إليها الذين ظاهروها وأعانوها ممن يزعمون أنهم أنصارها. فقد كانت ريحانة تشَمّ، فأصبحت مشكلًا يتطلب الحل، وكانت عِرْضاً يصان وأمانة تحفظ، فأصبحت حملاً ثقيلا يضيق به الأب والأخ، ويتحتم معه على المرأة أن تعمل لتعيش... في الوقت الذي يتجرع فيه الغرب آثار خروج المرأة على فطرتها ووظيفتها، كان بعض كتابنا ومفكرينا ينادون بأن نأخذ في ذلك الطريق الذي انتهى بالغرب إلى ما هو فيه من مشاكل اجتماعية واقتصادية، هزت دعائم مجتمعه هزَّاً عنيفاً، أفقده استقراره واتزانه، وعرَّض سلامته وكيانه لأشد الأخطار.
في منَاهج اللغَة وَالدِّين
يحذر المؤلف من الدعوات المفسدة الهدامة التي تطالب بدراسة اللهجات العامية، وما كتب فيها من الآثار والآداب مما يسمون (الأدب الشعبي) واحدة من هذه الدعوات التي تريد أن تهدم العربية الفصحى الجامعة لشمل العرب والمسلمين. والداعون إلى هذه الدعوة يتسللون إلى غرضهم في هذه الأيام من باب الدعوة إلى تطوير الدراسات اللغوية - والمقصود بها في العربية هو النحو والصرف - لكي تتمشى جمع المتقدم العلمي الحديث في الدراسات اللغوية عند الغرب. في هذا الإطار ظهرت الدعوة إلى وسيع دائرة الدراسات الأدبية، لتخرج عما سموه (أدب القصور) أو (الأدب الرسمي) وتشمل ما زعموه (أدب الشعب). والمقصود به هو الحكايات والأسمار المكتوبة بغير العربية الفصيحة أو السليمة.
ثم ينتقد أفكار طه حسين التي جاءت في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) ومقترحه في الكتاب لإنشاء قسم للدراسات الإسلامية في كلية الآداب، بهدف النقد في الدين، واستخفافا بعقائد المسلمين، ويضرب المؤلف مثالا لأحد هذه الدراسات والتي كانت بعنوان: (دراسة في أصوات المد في التجويد القرآني) وهو بحث تقدمت به إحدى المتخرجات في قسم اللغة العربية بجامعة الإِسكندرية للحصول على درجة الماجستير. والبحث يقوم على مجازفات تجمع بين الانحراف والجهل، يريد أن يشكك في سلامة النص القرآني، ويتضمن أحكاما تستخف بالعقائد والمقدسات الإسلامية. وقد ندد المؤلف بتسرب مثل هذه الدراسات إلى جامعاتنا، وتأثر عدد من المفكرين والمثقفين بما تحمله مثل هذه الدراسات من انحرافات وسموم تهدد قيم وعقيدة المجتمع.
إن ما يميز كتاب "حصوننا مهددة من داخلها" أنه على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على كتابته، إلا أن قضاياه التي عالجها لا تزال تؤثر في مجتمعاتنا الإسلامية حتى اليوم.
ان الكافر وتابعوه قد حاولوا بكل ما يستطبعون ان يغيروا طراز عيش المسلمين وان يجعلوا طراز عيش الكافر هو المهيمن على المجتمعات الاسلامية في العالم الاسلامي ,فيولد المولود وما ان يصير يسمع حتى يتعلق بالتلفاز وتسكته امه به فيبصر توم وجيري وبل وسبستيان وغيرهما من ثقافة الغرب .
ثم يذهب للمدرسة الابتدائية فيتلقى علوم الجاهلية المغلوطة والمسمومة ,وينتقل للاعدادية ويتعلم من رفقائه ما لا نريد ان يتعلمه بل ويلتقط منهم ما يلتقطه من اهله وكذلك الامر في الثانوية حين يدرس تاريخ الغرب ولا يدرس تاريخ الاسلام ويعرف عن نابليون اكثر مما يعرف عن خالد بن الوليد.
واذا ذهب للجامعة يتلقى العلم فانه يخضع للمشاحنات بين هذه الجماعة او تلك والقليل قد تحصن بحصن الدين ليتقي زيف الحضارة الغربية وهذا ان تعلم في جامعاتنا,ام ان ذهب للجامعات الغربية فحدث ولا حرج الا من رحم ربي.
فكان السؤال الاول (كيف كانت استجابة الولد لابية بالتربية وكم اخذ منك او كيف تقبل الامر منك ).
وفي قضية العلاقات السائدة اليوم بين الناس هل للمحبة والوداد والارحام والقرابة او العمومة والخؤلة اثر ايجابي فيها ام ان المصلحة هي المحدد الوحيد ثم بعد ذلك تاتي هذه الرتوش ,بمعنى الشراكة مثلا والبيوع والعلاقات المادية التي تحصل ....الا ترى معي انها تحصل في اطار المصلحة فقط ولا تتعداها لغيرها ,فاقالة البيع لا وجود لها لوجود الغبن وان القانون لا يحمي المغفلين ومع الاسف هذا هو الموجود والسائد.
ومع كل ما سبق مما اوردته او يزيد وحتى لو كان اكثر من هذا باضعاف فهل يعني ذلك ان الامة لم تعد امة خيرية لانتشار او لفساد الذوق العام....؟؟؟؟
قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول أمتي كالمطر لا يدري اوله خير أم آخره فالخيرية في الامة الاسلامية اصل وفساد الذوق العام طارىء كالصحة اصل والمرض طارىء.وصدق الله العظيم(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)الانفال.


حديث رمضان 16
 جواد عبد المحسن




إرسال تعليق

0 تعليقات