لا يلقي لها بالا



لا يلقي لها بالا

روى أحمد (15425) والترمذي (2319) وابن ماجه (3969) عن بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/ 311) : "قوله : (لا يلقي لها بالا) أي : لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئا ، وهو من نحو قوله تعالى : (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ : (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة) وقال في السخط مثل ذلك " انتهى .
وقد فسر كثير من أهل العلم هذا الحديث بأن المراد به الكلمة عند السلطان .
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد" (13/ 51) : "لا أعلم خلافا في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) أنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم ليرضيه بها فيما يسخط الله عز وجل ويزين له باطلا يريده من إراقة دم أو ظلم مسلم ونحو ذلك مما ينحط به في حبل هواه فيبعد من الله وينال سخطه ، وكذلك الكلمة التي يرضي بها الله عز وجل عند السلطان ليصرفه عن هواه ويكفه عن معصية يريدها يبلغ بها أيضا من الله رضوانا لا يحسبه والله أعلم . وهكذا فسره ابن عيينة وغيره" انتهى .
وقال ابن بطال رحمه الله في "شرح صحيح البخاري" (10/ 186) : "وقال أهل العلم : هي الكلمة عند السلطان بالبغي والسعي على المسلم ، فربما كانت سببًا لهلاكه ، وإن لم يرد ذلك الباغي ، لكنها آلت إلى هلاكه ، فكتب عليه إثم ذلك . والكلمة التي يكتب الله له بها رضوانه الكلمة يريد بها وجه الله بين أهل الباطل ، أو الكلمة يدفع بها مظلمة عن أخيه المسلم ، ويفرج عنه بها كربةً من كرب الدنيا ، فإن الله تعالى يفرج عنه كربةً من كرب الآخرة ، ويرفعه بها درجات يوم القيامة" انتهى .
الذين كتبوا وعلقوا ( بايعناك ) وهو مصطلح اسلامي بحت ....هل علموا او ادركوا ما يعملون او يتصرفون ...؟؟؟؟ فالمراد بيعة الإمام ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " ومن مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية " رواه مسلم فهل ابراوا ذمتهم حين رفعوا شعار بايعناك  وهل طاعتهم له حكم شرعي في حقهم بالمكره والمنشط وهل  يعني انهم موافقون على كل تصرف او فعل مع انه لم يكذب عليهم حين اخبرهم انه يحت الاحتلال وانه لا يخرج من رام الله الاباذنه وان التنسيق الامني مقدس وان  وان وان  فهل ادركوا انهم شركاء له فيما فعل او يفعل.....؟؟؟؟؟فكان اهون شيىء عليهم قوله اننا ما عقلنا ما سمعنا واننا كنا نخوض ونلعب....؟؟ ولو سالتهم هل بيعة عباس مبرئة لذمتهم ...؟؟؟
ان ابليس يوم القيامة يقوم خطيبا فيمن اتبعه فيقول { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } فيقول لهم:" إن الله وعدكم وعد الحق"
أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده،" ووعدتكم فأخلفتكم" أي وعدتكم ألا بعث ولا ثواب ولا عقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد،" وماكان لي عليكم من سلطان" أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم " إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي " أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم،
" فلا تلوموني ولوموا أنفسكم " أي لا ترجعوا باللوم علي اليوم ولكن
لوموا أنفسكم فالذنب ذنبكم ،" ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي "أي ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثي من عذاب الله،" إني كفرت بما أشركتمون من قبل " أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة،" إن الظالمين لهم عذاب أليم " أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم.
هكذا يكشف إبليس عن عداوته لابن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده حسرة وندماً.


 كتاب حديث رمضان 17
جواد عبد المحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات