الشيخ جاد الحق علي جاد الحق




الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
بفتواه الشهيرة في وجه طوفان التطبيع  أعلن فى بيان له نشرته صحافة العالم أن من يذهب إلى القدس من المسلمين آثم آثم وعندما جاء الرئيس الإسرائيلى / عيزرا وايزمان فى زيارة للقاهرة وقد رتبت له الرئاسة لقاء مع شيخ الأزهر ( ويبدو أنها لم تكن بترتيب مسبق مع الشيخ ) . فما كان من أسد الأزهر الشيخ جاد الحق إلا أن رفض مقابلته رفضا قاطعا قال لن ألوث يدي بمصافحة قتلة أطفالنا ومغتصبي أرضنا .
وأصر على موقفه مما سبب حرجا بالغا لمبارك وحكومته . كما رفض بشكل قاطع حصول إسرائيل على مياه النيل وقال جملته الشهيرة:إن حصول إسرائيل على مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر" وحملت العديد من الصحف العالمية هذه الجملة في صدر صفحاتها في اليوم التالي. وحث عدد من الاقتصاديين مبارك على طلب فتوى بحل فوائد البنوك من الشيخ جاد لتشجيع الناس على وضع أموالهم بالبنوك .
فقال مبارك في أحد اجتماعاته للشيخ جاد:"باقولك إيه يا مولانا البنوك قربت تفلس والناس لا تضع أموالها بالبنوك  عايزين فتوى من فضيلتك تنقذ الاقتصاد المنهار تحلل وضع الفلوس في البنوك  لأن الناس بتضع كل ثقتها في الأزهر ودي ضرورات برضه".
فانتفض شيخ الأزهر واقفًا  ورد على مبارك بغضب شديد قائلا :"ومن قال لك أني أحرم أو أُحلل؟ إن الذي يُحلل أو يُحرم هو الله ولن تتغير فتواي أبدًا أبدًا  بتحريم فوائد البنوك" ولم تصدر أي فتوى من الأزهر  بيح فوائد البنوك طيلة حياته.
كما وقف الشيخ الجليل موقفا لا ينسى من مؤتمر السكان الذى عقدته الأمم المتحدة فى القاهرة عام 1994 وتناقلت وسائل الإعلام وثيقته قبيل انعقاده   وقد تضمنت إباحة الشذوذ والزنا والإجهاض  المساواة بين المرأة والرجل فى الميراث وغيرها من الأمور التى تعارض تعاليم الدين الإسلامى.
فأصدر شيخ الأزهر وعلماؤه بياناً شديد اللهجة  أهاب فيه بالأمة الإسلامية عدم الالتزام بأى من بنود هذا المؤتمر التى تخالف الشريعة وكان لهذا البيان أثره البالغ على القيادة السياسية التى أعلنت من فورها تبنى موقف شيخ الأزهر. واضطر مبارك لإصدار بيان أكد فيه أن مصر المسلمة لن تسمح للمؤتمر بأن يصدر أى قرار يصطدم مع الدين الإسلامى الحنيف وقيمه السمحة".
وكان وزير التعليم قد أصدر قرارا بمنع الحجاب بالمدارس الابتدائية ضرورة موافقة ولي الأمر ي المراحل الإعدادية والثانوية نسي أن في مصر رجالا لا يخشون إلا الله فأصدرت لجنة الأزهر قرارًا أعلنت فيه مخالفة هذا القرار الوزاري للشريعة الإسلامية وهو ما اضطر الحكومة للتراجع عن تنفيذ القرار.
ومن الفتاوى غير المتوقعة  عندما تصدى الشيخ جاد الحق    لـ "مسابقة اختيار ملكة جمال النيل" و كتب مقالاً يستهجن فيه أن يحدث هذا فى بلد العروبة والإسلام بعنوان “أوقفوا هذا العبث فورًا ” ؤكدًا أن هذا الاحتفال عودة مقنعة للرق والنخاسة وهذا ما يرفضه الإسلام وتعاليمه.
هذا الشيخ الجليل لم تكن له أي تطلعات دنيوية  فقد عاش ومات في شقته البسيطة في حي المنيل وكان يتحامل على نفسه صعودا إلى الطابق الخامس على السلالم المتهالكة للعمارة التي لا يوجد  بها مصعد وهو الذي قارب الثمانين من عمره . وعندما عرضت عليه الحكومة الانتقال  إلى مسكن أوسع وأرحب رفض .
كما لم يقبل الشيخ جاد تقاضي  أي أموال غير راتبه الأساسي دون أي حوافز أو بدلات أو مكافآت  ما لم يقبل الحصور على أي أموال  تأتيه مقابل أبحاثه وكتبه القيمة فقد كان يحتسبها لوجه الله تعالى وكان يعيش هو وأولاده حياة الكفاف.
لأجل هذه النماذج الفريدة كانوا يخافون من الأزهر .

 كتاب حديث رمضان 17
جواد عبد المحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات