علماء السوء




علماء السوء


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب , فيقرءونه لا يجدون له شهوة ولا لذة , يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب , أعمالهم طمع لا يخالطه خوف , إن قصروا قالوا: سنبلغ , وإن أساءوا قالوا: سيغفر لنا , إنا لا نشرك بالله شيئا. (1)

قال الصحابي الجليل عبدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ في زمن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-: "إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ؛ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ -أي علماؤه- قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ، الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى، وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ؛ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ، اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ، خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ الْعَمَلِ" [الأدب المفرد، ص: 275، رقم: 789].

عن زيد بن أرقم، كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول: ((اللَّهم إنِّي أعوذُ بك من عِلْم لا ينفعُ، ومن قَلب لا يَخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها))؛ رواه مُسلم.



يا واعظَ الناسِ قد أصبحتَ متهماً إذ عبتَ منهم أموراً أنتَ تأتيها

أصبحتَ تنصحُهم بالوعظ مجتهداً فالموبقات لعمري أنت جانيها

تعيبُ دنيا وناسـاً راغبين لهـا وأنتَ أكثـرُ منهم رغبـة فيها

قال العلامة ابن القيم – رحمه الله - :

" علماء السوء جلساء على أبواب الجنة , يدعون الناس بأقوالهم , ويدعونهم إلى النار بأفعالهم , لا تسمعوا منهم ؛ فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطاع طرق " .    "

"كمن هو أعمى"

1- المؤمن مبصر، والكافر أعمى، هذه حقيقة قرآنية قاطعة وردت في أكثر من آية في القرآن .

2- وليس المراد بالبصر هنا مجرد الرؤية بالعين، وإنما المراد بصيرة القلب وحيويته، كما أنه ليس المراد بالعمى هنا عدم الرؤية بالعين، إنما المراد به عمى القلب، وعلى هذا قوله تعالى: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ï´؟"[الحج 46] .

3- الكافر أعمى القلب والبصيرة، وعمى قلبه يوقعه في الجهل والغباء والسفه والطيش، فيكفر بالحق ويتبع الهوى ويسير مع الباطل .

4- ولنتدبر الحقيقة القرآنية التي يقررها قوله تعالى: "أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "[الرعد 19] .

5- تذكر الآية شخصين متقابلين: - شخصية المؤمن المشرقة المنيرة العالمة المتبعة للحق . - شخصية الكافر المظلمة الجاهلية العمياء .

 6- المصيبة العظمى أن يكون الكافر الأعمى قائداً وموجهاً للمسلم البصير، وصدق القائل: 


أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم *** قد ضل من كانت العميان تهدي








إرسال تعليق

0 تعليقات