الحالة الدينية عند العرب قبل الإسلام
قلنا أن حياة البداوة التي كان يعيشها معظم العرب كانت محفوفة
بالمشقات والمهالك بسبب الإرتحال وعدم الاستقرار وكثيراً ما كانت المجاعة تهددهم
بالهلاك في أيام الجدب والقحط فمنهم من كان يقنع بأكل النحاتة من أظلاف الماشية
وقرونهم ومنهم من يكتفي بشرب دم الجمل من خلال عرق يعصره ( البخلاء الجاحظ ص182).
ضمن هذا الاطار من شظف العيش عندهم كان أيضاً تعلق ايمانهم بالخرافات
والأساطير والاستقسام بالقداح والازلام ويزجرون الطير طلباً للفأل الحسن (الحيوان
للحاحظ) ويتطيرون إذا مرت بهم سانحة أو بارجة ويفزعون إلى العرافين والكهان
ويعبدون الأصنام والأوثان التي كانت على صور التماثيل فإن ما بين أيدينا من
معلومات يمكننا أن نصور حالتهم أقرب تصوير مشابه للحقيقة.
فقد كان اغلب العرب يدينون بالدين الوثني، والذي نقل هذه الوثنية إلى
العرب هو عمرو بن لخيٍّ الخزاعي فقد روي بأنه مرض مرضاً شديداً فقيل له ان
بالبلقاء من الشام عين حمة إن أتيتها برأت. فأتاها فاستحم بها فبرأ. ووجد أهلها
يعبدون الأصنام فقال ما هذا؟ فقالوا: نستسقي بها المطر وتستنصر بها على العدو
فسألهم أن يعطوه منها فنقلها وقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة.
وقد كان لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وقد كان هبل أعظمها عندهم
شأناً وكان من العقيق الأحمر على صورة انسان مكسور اليد اليمنى فصنعت له قريش يداً
من ذهب وكان أول من نصبه (خزيمة بن مدركه بن الياس بن مضر) وكان يقال له هبل
خزيمه.
وكان من عادة العرب إذا أراد أحدهم قضاء حاجة لجأ إلى القداح فضربها
فإن خرج قدح بنعم مضى في غايته وإن خرج لا عدل عن المضي فيها وقد روى ابن الكلبي
أنه كان امام هبل في جوف الكعبة سبعة أقداح كتب في أولها صريح وفي ثانيها ملصق فإذا
شكّوا في مولود أهدوا إليه هدية ثم ضربوا بالقداح فإن خرج صريح الحقوه وإن خرج
ملصق دفعوه.
وأورد هنا قصة عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأنها
تتعلق بهذه المسألة فقد قال: لئن ولد لي عشرة أبناء ثم شبوا وأصبحوا يمنعونني
لانحرن أحدهم عند الكعبة فحقق الله له ما أراد فجمع أبنائه عند هبل وطلب إلى صاحب
القداح أن يضرب عليهم وأعطى كل واحد منهم قدحاً فيه إسمه ثم ضرب صاحب القداح فخرج
إسمه ولده الأصفر عبد الله بنعم. فأراد أن يذبحه على كره منه فحالت قريش بينه وبين
ذلك وأشاروا عليه بأن يسير إلى عرافة في خيبر فإن أمرته بذبحه فعل. فقص عبد المطلب
على العرافة قصته. فقالت له: كم الديه فيكم؟ قال: عشراً من الإبل. قالت: فارجعوا
إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشراً من الإبل ثم اضربوا عليه وعليها بالقداح
فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم فإن خرجت على الإبل فانحروها
فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم. فعاد عبد المطلب إلى مكة وفعل ما أمرته به العرافة حتى
بلغ مئة من الإبل فخرج القدح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يمنع عنها إنسان.
ولم يكن هبل هو المعبود الوحيد في الجزيرة العربية بل انه كان حول
الكعبة ثلاث مائة وستين صنماً فقد وضعت قريش أصنام كل العرب عندها أو أصنام
القبائل المشهورة حول الكعبة حتى إذا أرادوا زيارة مكة وجدوا أصنامهم فأجَلّوا أهل
مكة وإحترموهم.
وحتى لا نطيل في هذا الموضوع أضع هنا إسم الآله وإسم المنطقة:
الرقم |
إسم الآلهة |
منطقة
العبادة |
االرقم |
إسم الآلهة |
منطقة
العبادة أسد السراه على البحر
الأحمر + على أسد السراه شرق دومة
الجندل |
1 |
ود |
دومة
الجندل |
17 |
ذو الشرى |
|
2 |
الفلس |
جنوب شرق دومة الجندل |
18 |
عائم |
|
3 |
اليعبوب |
جنوب دومة الجندل |
19 |
تسعير |
|
4 |
باجر |
شرق تبوك |
0 |
إساف |
اساف ونائلة وهبل كانوا
في مكة واطرافها في منطقة نخلة
الشامية |
5 |
الاقصر |
شمال غرب دومة الجندل
(شرق الأردن) |
21 |
نائله |
|
6 |
عبعب |
شمال
تبوك جنوب شرق الأردن |
22 |
هبل |
|
7 |
ذو
الكعبات |
جنوب
الكويت حالياً (حفر الباطن) |
23 |
ذو الخلصة |
هو وبعوق في المنطقة جنوب
الطائف وعلى البحر الاحمر |
8 |
المحرق |
شمال الكويت حالياً |
24 |
يعوق |
منطقة جنوب الطائف وعلى
البحر الأحمر |
9 |
رضى |
شمال شرق خيبر |
25 |
نسر |
شمال
نجران |
10 |
مناة |
المشلل على البحر الأحمر
شمال جده |
6 |
رئام |
قرب
صنعاء |
11 |
اللات |
في الطائف |
27 |
عميانس |
قرب صنعاء |
12 |
العزى |
شرق مكة |
28 |
مرحب |
حضر موت |
13 |
نهم |
جنوب شرق يثرب |
29 |
يغوث |
في جيزان
على البحر الأحمر |
14 |
سواع |
ينبع شمال غرب المدينة |
30 |
ذو اللبا |
في البحرين
ومناطقها |
15 |
سعد |
شمال جده |
31 |
ذريح |
في المكلا على شواطىء بحر
العرب |
16 |
ذو الكفين |
ينبع شمال غرب المدينة |
|
|
|
من كتاب قراآت سياسية من السيرة النبوية ، جواد عبد المحسن الهشلمون |
0 تعليقات