وسائل الغزو الثقافي ( التبشير ، الاستشراق )

وسائل الغزو الثقافي

يحرص الغزاة على تحقيق أهدافهم بوسائل عديدة منها :

1) التبشير

2) الإستشراق

3) التغريب

4) إحياء الدعوات الهادمة والنزعات الجاهلية وإحيائها.

التبشير

أولا :

وهو أحد صور الغزو الثقافي الذي يستهدف التأثير على عقول وقلوب المسلمين وفقاً لما يهدف إليه أعداء الإسلام لزعزعة عقيدةِ المسلمين وتشكيكهم فيها.

ويستهدف التبشير لتحقيق أمرين :-

1- إنشاء جيل من المسلمين يحمل أفكار الغربيين وثقافتهم حتى يسهل الإتصال بهم والتفاهم معهم وبالتالي السيطرة على بلاد المسلمين واستعمارها.

2- أن تخلوا الأجيال من الدين ومن الثقافةِ الإسلامية والحميَّة الدينية ويقول في هذا الشأن اللورد بلفور صاحب الوعد المشؤوم ( إن المبشرين في نظر الإستعمار هم عيونه التي تقوم بإطلاع الدول الغربية بالنواحي التي تهتم بمعرفتها عن عقائد المسلمين وآدابهم والثقافات التي يتأثرونَ بها ) أنور الجندي (الإسلام والدعوات الهادمة ص250).

وأما وسائل التبشير في التطبيب والتمريض والتعليم والبعثات والمنح والقروض والجمعيات والأندية والمكتبات المتنقلة والمخيمات والمؤتمرات الطلابية والصحافة والمجلات المأجورة.

إن التعليم والثقافةِ الأوروبية كانت ولا تزال هي أخطر المواد التي استخدمت في ايجاد الحامض المذيب لمناعة الشخصية المسلمة، ويؤكد ذلك المؤرخ توينبي فيقول (ما كان لاوروبا أن تصل إلى معشار هذه النتائج لو ظلت ألف سنة تحمل السلاح وتقذف الجيوش وتنتصر في الحرب)كتاب سعيد (الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام ص30).

وقد أدرك المبشرون عقدةَ الشهادات في البلاد الإسلامية فوجهوا توصيتهم للجامعات الغربية بشراء من يستطيعون شراءه من ابناء المسلمين بالشهادات.

وقد جاء في كتاب Eastern problem . London صـ 149 طبعة 1957 (لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدةِ المسلمين قد فشلوا تماماً. ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية، فيجب أن تختار طلبة من ذوي الطبائع الضعيفة والشخصيات الممزقة والسلوك المنحل من الشرق ولا سيما من البلاد الإسلامية وتمنحهم المنح الدراسية حتى تبيع لهم الشهادات بأي سعر ليكونوا المبشرين المجهولين لنا ، لتأسيس السلوك الإجتماعي والسياسي الذي نصبْوا إليه في البلاد الإسلامية، إن اعتقادي لقوي بأن الجامعات الغربية يجب أن تستغل إستغلاً تاماً جنونَ الشرقيين للدرجات العلمية والشهادات، واستعمال أمثال هؤلاء الطلبة كمبشرين ووعاظ ومدرسين لأهدافنا ومآربنا بإسم تهذيب المسلمين والإسلام) .


ثانياً :

الإستشراق

إن الإستشراق ليس علماً بأي مقياس علمي وانما هو عبارة عن ايديولوجية خاصه يراد من خلالها ترويج تصورات معينة عن الاسلام بصرف النظر عما اذا كانت هذه التصورات قائمة على حقائق أو مرتكزة على أوهام وافتراضات ، فالدارس لأعمال المستشرقين لا يحتاج إلى بذل جهد كبير ليرى تعمدهم تزيـيف الحقائق أو اللجوء الى منطقٍ فاسد للوصول الى نتائج تهدف في النهاية الى رسم صورةٍ مشوهة عقيمة عن الاسلام في نظر القرّاء الغربيين والى زلزلة عقيدة الاسلام وتمييعها في أعين ابنائها من المسلمين .

كتب المرحوم الاستاذ مصطفى السباعي محاضرةًَََ قيمة نشرت بعنوان (الاستشراق والمستشرقون مالهم وما عليهم) وإني اقتبس ما يخدم الموضوع المطروح

فلا يعرف بالضبط من هو اول غربي اعتنى بالدراسات الشرقية ولكن نحاول القول ان الرهبان الذين قصدوا الاندلس إبان العصر الذهبي تعلموا فيها وترجموا الكتب العلمية العربية للغاتهم فقد كانت لغة العلم حين ذاك اللغة العربية ومن اوائل هؤلاء الراهب الفرنسي (جربرت) الذي أُنتخب بابا لروما سنة999م ومنهم الراهب بطرس المحترم سنة 1092-1156ومنهم الراهب (جبراردي كريمون) 1114-1187م

وقد عقد اول مؤتمرللمستشرقين في باريس1873م ثم تتالى عقد المؤتمرات التي تلقى فيها الدراسات عن الشرق وحضارته واديانه ولا تزال تعقد الى اليوم.

لقد بدأ الاستشراق بدراسة اللغة العربية والاسلام وانتهى بعد التوسع الاستعماري الى دراسة ديانات الشرق وعاداته وحضارته وجغرافيته،وإن كانت العناية بالاسلام والآداب العربية هي اهم ما يُعنى به المستشرقون حتى اليوم نظراًََ للدوافع الدينية والسياسية التي شجعت على الدراسات الشرقية

وأما دوافع الاستشراق فإننا نستطيع أن نلمس هذه الدوافع من اعمالهم وما حققوه من اهداف ومن النظر الى صلة الاستشراق بالتبشير بالمسيحية والى صلته بالاستعمار فيمكن لنا ان نلخص هذه الدوافع:-

1- الدافع الديني : اذ أن أغلب المستشرقين هم من رجال الكهنوت ويريد هؤلاء الطعن في الاسلام ليشوّهوا محاسنه ويحرفوا حقائقه لصرف انظار الغربين عن نقد ما عندهم من عقيدة بعد ان رأو الحضارة الجديدة قد زعزعت اسس العقيدة عند الغربين بل تشككهم بكل التعاليم التي يتلقونها من رجال الدين عندهم .

2- الدافع الاستعماري: فلم ييأس الصليبيون بعد هزيمتهم في الحروب الصليبية من العودة لاحتلال بلاد المسلمين ، فاتجهوا الى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها ليتعرفوا على مواطن القوة فيضعفوها ، ولما تم لهم ذلك وهدمت الخلافة كان من دوافع تشجيع ودعم الاستشراق اضعاف قوة المسلمين المعنوية وغرس الشك في نفوسهم والغرض من ذلك ان يُفقدوا المسلمين ثقتهم بأنفسهم ودينهم ويرتموا في أحضان الكافر يقلدونه في كل امر واخضاع المسلمين اخضاعاً كاملاً واحلال مفاهيم جديدة او احياء مفاهيم جاهلية ماتت منذ تمكن الاسلام في قلوب المسلمين كالقوميات العربية والفارسيه والتركية ونحوها.

3- الدافع لاقتصادي: فقد حرَّض المستشرقون كثيراً من الحكومات على غزو بلاد المسلمين غزواًً اقتصادياً للإستيلاء على ثروة المسلمين واستغلال الموارد الطبيعية واماتة الصناعات عند المسلمين لتكون بلادهم سوقاً استهلاكيه لمصانع الغرب.

4- الدافع السياسي: فقبل الاستعمار وبعد تحرر البلاد الاسلاميه منه رأت الدوائر الاستعمارية ان حاجتها السياسية تقضي بأن يكون لها اتصال مباشر مع صنّاع القرار من رجال الفكر والسياسه والصحافة للتعرف على افكارهم وابقائهم ضمن دائرة عملهم حتى يبثوا عبرهم كل فكرة تعمل على الكيد والفتّ في عضد المسلمين وحتى يبقى القرار السياسي خاضع لقرارهم.

5- الدافع العلمي: و هم القلة النادرة منهم الذين أقبلوا على الاستشراق بدافع من حب الاستطلاع على حضارات الامم ولغتها وأديانها وهذا ما دعا بعض المنصفين منهم من أمثال (غومتان لوبون) ليقول (ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب ) ، ومنهم الاديب الفرنسي (اناتول فرانس) يقول (ليت شارل مارتن قطعت يده ولم ينتصر على القائد الاسلامي عبد الرحمن الغافقي ، إن انتصاره عليه أخر المدينة عدة قرون الى الوراء) (معركة تور او بواتيه او بلاط الشهداء)(732م )


أهداف الاستشراق :

من النظر الى دوافع الاستشراق نستطيع ان نحدد او نتعرف الى اهدافه بوجه عام تتلخص بما يحقق مطالب هذه الدوافع ، فان أخطر اهدافهم في الامة الاسلامية تحويل المسلمين عن دينهم وتقطيع اوصال جماعتهم الى وحدات صغرى متقاطعة ومتنافره ومتدابره يقاتل بعضها بعضا حتى يصلوا لجعل الدين نظريات بعيدة عن التطبيق او نصائح يأخذ بها صاحب السلطة او يهملها ودعم هذا المفهوم حتى تتحول هذه السلطة بدون دين الى جبروت ظالم يتقلب بتقلب الاهواء ، فيفقد المجتمع الطمأنينة والاستقرار لتغير القوانين وتقلبها من النقيض الى النقيض تبعاً لشهوات الحاكم.

وقد لجأ المستشرقون الى أعمال جزئية منهجية مترابطه فكان التشكيك هو مدخلهم في كل امر يدرسونه او يعلموه لطلابهم من المسلمين وغيرهم فكان التشكيك بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه كان يصرع ولا يعترفون على حد زعمهم بظاهرة الوحي ، ثم التشكيك أو قُل انكار كون القرآن كتاباً منـزلاً وأنه ليس كلام الله بل يدّعون ان هناك نقاط التقاء بين الاسلام والديانتين السابقتين له ، الامر الذي يرجع الى وحدة الرسالات الربانيه في أصولها الصحيحه ويلاحظ ان المستشرقين اليهود امثال (جولد تسيهر) و (شاخت) هم أشد حرصاً على ادعاء استمداد الاسلام من اليهودية وتأثيرها فيه.

وليس هذا فحسب بل يشككون في الحديث وبقيمة الفقه الاسلامي وقدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي و أن الادب العربي مجدب وفقير وأن التراث الحضاري الاسلامي منقول عن الحضارة الرومانيه وحاربوا وبشدة الحرف العربي حتى نجحوا في إلغائه في اللغة البوسنية وفي اللغة الافارقية في جنوب افريقيا والامر كذلك في اللغة التركية.

وقد عمدوا بعد ذلك الى اضعاف بل وزعزعة مفهوم الاخوة الاسلامية بين المسلمين في مختلف اقطارهم وذلك عن طريق احياء القوميات التي درست وبعث روح الوطنية واثارة النعرات بين الشعوب الاسلامية واقامة الحواجز بين بلدان المسلمين وأقاليمهم ووضع العَقبات والصعاب للحيلولة دون التقائهم والعمل على تعميق وترسيخ تجزئتهم في دويلات صغرى متعادية متدابره حتى اصبح يسمع في كل قطر ما يعزز هذه الفرقه مثل (مصر للمصريين والاردن للاردنيين والسعودية للسعوديين وهكذا .

وقد وجد عند قلة قليلة من المستشرقين هدف علمي خالص وهؤلاء مع إختلافهم في البحث والدراسة لا يسلمون من الاخطاء البعيدة عن الحق اما لجهلهم بأساليب اللغة العربية أو لجهلهم بالاجواء التي عاشها ويعيشها المسلمون ومن هؤلاء (توماس ارنولد) حين أنصف المسلمين في كتابه (الدعوة الى الاسلام) وبرهن فيه على تسامح المسلمين في جميع العصور مع مخالفيهم في الدين على عكس ما فعله الاوروبيون، ومن هؤلاء من أوصله بحثه الخالص للحق فاعتنق الاسلام وانبرى للدفاع عنه كما فعل المستشرق الفرنسي (دينيه) الذي عاش في الجزائر وقد اعلن اسلامه وتسمى باسم (ناصر الدين دينيه) وله كتاب (أشعه خاصة بنور الاسلام) يبين فيه تحامل قومه على الاسلام ورسوله.

وسائل المستشرقين :

1-تأليف الكتب في موضوعات مختلفه تتناول جوانب متعددة للثقافة الاسلامية يكون الغرض منها تحريف الحقائق تحت مسميات الدقة العلمية والبحث المنهجي والامانه العلمية ، وقد شمل هذا التحريف تفسير الوقائع التاريخية وتعليل احداثها ومن هؤلاء ( ادم متز) في كتابه (الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري) و (غوستاف فون جرونباوم ) استاذ اللغة العربية في جامعة شيكاغو حيث يقول ( إن الدين الجديد ويقصد به التأويلات الاسلامية العصريه سيدخل او يسمح بادخال اسئلة جديدة تتطلب اجوبة مناسبة ، وسيقترح أجوبه جديدة لاسئلة قديمه ، أو يخلع صفة الشرعية على اجوبة كانت في النظام المعدول عنه تعتبر اسئلة هدامة او غير مقبوله) وكذلك كتاب قصة الحضارة لـ (ول ديورانت) (يتساءل ان كان المسيح عليه السلام قد وجد فعلاً ويشكك في نسبه بل وينكر معجزاته...ثم يتناول حياة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الاسلوب الالحادي نفسه ففي الجزء 13 صـ24 يقول ( وكان محمد كما كان كل داع ناجح في دعوته الناطق بلسان اهل زمانه والمعبر عن حاجاتهم وآمالهم).

على ان هذا الاسلوب بشقيّه ؛ هدم العقيدة من ناحية ومحاصرتها من ناحية اخرى هو اصلح تمهيد لاقناع المسلمين بتطوير قيم الاسلام فهذا التطوير لابد لكي يثمر ثمرته المرجوة أن يحدث بأيدي المسلمين انفسهم ، وهم لا يفعلونه الا اذا ضعف يقينهم بالاسلام فاعتقدوا انه يتعارض مع حاجات الحياة من ناحيه ، أو تعودوا إهماله وعدم التقيّد بالتزام قواعده في شؤون الحياة من ناحية اخرى ومنهم القسيس (هارولد سميث) الذي دعا لما يسميه نظرية (ضياكو كالب في فصل الدين عن الدوله) (وضياكو كالب) هذا هو واضع الاسس النظريه للدولة التركية الحديثه ، فهو قد ابتدع لاول مرة في تاريخ المسلمين نظاماً يحول الدولة الاسلامية الى دوله علمانية.

2- إمداد ارساليات التبشير بالخبراء من المستشرقين ودعمها بما تحتاج اليه من جهودهم تحت شعار المساعدات والانشطة الثقافية وبرامج الامم المتحدة بهيئتها (اليونسكو) وعقد المؤتمرات التي تعنى بالثقافة وذلك مثل مؤتمر (التعليم الثانوي في مصر) 1955 واشتركت فيه الجامعه الامريكيه في القاهره وتركيز تدريس (علم الاجتماع) ودراسة مستقبل الثقافة في البلاد العربيه.

3- المحاضرات التي تلقى في الجامعات والمساقات الدراسية التي وضعت بعناية فائقة لتخريج اعداد من (المتعلمين) الذين يستطيعون القراءة بلغات عديدة ولا يملكون القدرة على التفكير بأية لغة ، وذلك بإنشاء اقسام في الجامعات الغربيه التي تعنى بالدراسات الاسلاميه تحت شعار (التربية الاساسية) (والاصلاح الاجتماعي) .

يقول الدكتور (حامد عمار) وهو احد الداعين لتبني الثقافة الغربية وأحد السنتها باللغة العربية في كتابه (محاضرات في نظم التربية) ( وتسعى التربية الاساسية الى محاولة تغيير الافكار والنزعات والاتجاهات،كما تسعى الى تغيير في الاوضاع المادية في الدائرة التي تلتزمها،ويؤمن دعاة التربية الاساسية ان كل عمل او مشروع مادي لا بد ان يسبقه ويصاحبه ويتبعه تغيير في تفكير الناس ، في الاتجاهات الفكرية والنفسية حتى يمكن أن يكون العمل منتجاً انتاجاً كاملاً )ص85 .

ويقول في ص 88(مساهمة الناس بالجهد او بالمال او في الفكرة او في التنفيذ في اي عمل من الاعمال ، ولا شك ان هذا يدعوهم الى الشعور بأن هذا العمل او المشروع جزء منهم وأنهم اصحاب حق فيه ، وهو ما يحفزهم الى رعايته واستغلاله والاهتمام به)

وهذا الاسلوب هو الذي مارسه الجاسوس الانجليزي المشهور (لورنس) حيث يصفه في كتابه (اعمدة الحكمة السبعة) فيقول (أنه كان يعيش بين العرب كأنه واحد منهم ، ولم يزل يمعن في تقليدهم حتى أحّسوا انه واحد منهم ، وعند ذلك وجدوا انفسهم منساقين الى مجاملته وتقليده ، فهو لم يفعل كما يقول شيئاً بنفسه وليس هناك عمل يمكن ان يُنسب صراحة اليه ، الا ان يكون من تأثيره في افكار غيره وتحويلها الى اغراضه ، على ان العرب-كما يقول-كانوا يبدون في كل تصرفاتهم اصراراً يتأثرون بالقدوة الصامتة ايجاباً وسلباً حسبما يحلو لهم)ص29 من النسخة الانجليزيه طبعه اكسفورد.

4-والمحاضرات التي تلقى لا تلقى عادةً الا في مؤتمرات وهذه ايضاً كانت من وسائل المستشرقين لبث سمومهم لانها وسيلة الاتصال القريب المباشر بالمسؤولين، يعجمون عودهم ويدرسونهم عن قرب ويختبرون مدى مناعتهم ومدى استعدادهم للتجاوب مع الاهداف الخفية للسياسات الاستعمارية،كما يختبرون مواطن القوة والضعف عند كل واحد منهم لمعرفة انجح الوسائل للاتصال بهم والتأثير عليهم.

التبشير والاستشراق وعلاقتها بالاستعمار :

ان التبشير والاستشراق بصورة عامة ينبعثان من الكنيسه وفي الدول الاستعمارية يسيران مع الكنيسه ووزارة الخارجية جنباً الى جنب ، فبريطانيا وفرنسا وغيرها لا تزال حريصة على توجيه التبشير والاستشراق وجهتها التقليديه من كونهما اداتان لهدم الاسلام وتشويه سمعة المسلمين ، ففي فرنسا كان (بلاشير) و (ماسينيون) وهما شيخا المستشرقين يعملان في وزارة الخارجية الفرنسيه كخبيرين في شؤون العرب والمسلمين.

وفي بريطانيا رأينا ان الاستشراق والتبشير لهما مكان محترم في جامعات لندن واكسفورد وكمبردج وأدنبره وجلاسكو ، ويشرف عليها يهود وانجليز استعماريون ومبشرون، وهم يحرصون على ان تظل مؤلفات (جولد تيسهر) و (مرجليون) ثم (شاخت) من بعدهما هي المراجع الاصليه لطلاب الاستشراق من الغربيين والراغبين في حمل شهادة الدكتوراه عندهم من العرب والمسلمين.

يقول الدكتور مصطفى السباعي عن لقاءه بأحد المستشرقين وهو البروفسور (اندرسون) رئيس قسم قوانين الاحوال الشخصيه المعمول بها في العالم الاسلامي في معهد الدراسات الشرقيه في جامعة لندن انه متخرج من كلية اللاهوت في جامعة (كمبردج) وكان من أركان حرب الجيش البريطاني في مصر خلال الحرب العالميه الثانيه .

وما زال الكلام للدكتور مصطفى السباعي فيقول (وفي جامعة جلاسكو) في اسكتلندا كان رئيس الدراسات العربية فيها قسيساً عاش رئيسا للارساليه التبشيرية في القدس قرابة عشرين سنة ، وفي جامعة اكسفورد وجدنا رئيس قسم الدراسات الاسلامية والعربية فيها يهودياً يتكلم العربية ببطء وصعوبة ، وكان ايضاً يعمل في دائرة الاستخبارات البريطانيه في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية.

إرسال تعليق

0 تعليقات