لا تُسلموا بُرد النَبي

لا تُسلموا بُرد النَبي



تسعون عاماً شارفت وجراحي

نزفت وقرني للنطاح سلاحي

تسعون عاماً والخراب بأمتي

يسري كحمّى غُلّفت بوشاح

تسعون عاماً رُغم سطوةِ غاشم

وتعاقب المستوزرين بساح

وبرغم من خُدعوا وباعوا دينهم

وتواطؤا سراً لكسر جناح

وبرغم من عملوا لذلة عزتي

ولكسر قرنيَ أو لثني رماح

فشلوا وبان عوارهم وضلالهم

واستنزلوا من عرشهم كأضاحي

نالوا من الاسياد حبل مشانقٍ

ذل بدنيا ثم بعد تلاحي

يتلاومون بذلة في قعرها

يا ليتنا نقوى على الاصلاح

وبقيت امخر شامخاً ما ضرني

تهديد مأمورٍ لكبح جِماح

يبقى شراعي رغم عصف قواصف

كجناح نسرٍ أوكضوء صباح

لن تُيئس الايامُ جهدَ مثابرٍ

كانت له البشرى من الفتاح

تمضي القوافل للعلا فتشيدها

ما ضرها ذئبٌ عوا ونباح

أبكيك شوقي إذ بكيت غيابها

وعرفت ما آلت اليه نَواح

قد كنتَ تحمل في الحياة قضية

بل كنت فيها بيِّن الإفصاح

قد قلت حقاً حين غابت شمسنا

لا تسلموا برد النبي إباحي

قد أسلمو برد النبي لاحمق

مُتصهينٍ باع العباد براح

هذى الجزيرة برها أو بحرها

فيها يباع الدين بيع سماح

يُفتى على نفط السعود وسيفه

ودم العراق ودمعها السحاح

سيوات يقتل اهلها ما ضرني

هذا الرئيس مؤيد بسجاح

فالهند قد قسمت وشرد أهلها

والشام أربع والعراق ضواحي

صومال والسودان نُصِّرَ أهلها

واستبدلوا القرآن بالإصحاح

والقبلة الأولى يقام مزادها

حتى تُباع لمشترٍ ملحاح

تبكي عليكَ الناس غاب إمامهم

يبكي عليكَ العاقل الجحجاح

تبكي عليكَ الوحش في فلواتها

يبكي عليكَ الطائر الصيداح

تبكي عليك منابر ومآذن

ومنازل وحدائق وأقاح

قد كنت ترعاهم كحضنٍ دافئٍ

وتَصُدّ عنهم هجمة المجتاح

لا يجمع القلب الخفوق تردداً

او بين جدٍ تارة ومزاح

نبراسهم مجد العقيدة سُلّمٌ

ثقة عَلَوهٌ بكشفهم وكفاح

بل غايةٌ رضوان ربٍ آمرٍ

ناهٍ بشرع نيّرِ المصباح

هذي سبيلي والصراط يدلنا

والعَقد صبرٌ نشتري لفلاح

يا أمتي ضنكٌ بعيشٍ نرتجي

أنظل نشبع جوعة السفاح..؟؟!

أنظل للاغراب خير مطية

وننوء تحت تذللٍ ورزاح ..؟؟!

أوما رأينا الموت يأتي بغتةً

فكذا الحياة كغدوةٍ و رواح

أَلَها خلقنا أم جعلنا انجماً

نهدي الورى كالسندس الفياح..!!

يا أمتي نهج الخلافة سعدنا

فالفرق بين هناءةٍ ونُواح

من كان يبغي السعد هذا سعده

أُوْلى وأُخرى دائم الأفراح

فغداً كموج البحر تأتي جنده

قد جاء سعدي وانتهت اتراحي

جواد عبد المحسن

27/5/2009

إرسال تعليق

0 تعليقات