{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
47الذاريات 
سمعت اليوم 26|9 |2012 ان العلماء قد رصدوا
5500 مجرة تبعد عن الارض 31.2 مليار سنة ضوئية فقلت في نفسي اين الذين بقولون بمادية
الكون وان الكون لا خالق له ولا مدبر...؟؟؟ فأردت أن الملم هذا الموضوع بطرحيه القديم
والجديد ولكن قبل الخوض في هذا الموضوع لا بد من التعريج على معنى المجرة وحجمها وما
هي .
ان المجرة هي نظام كوني مكون من تجمع هائل
من النجوم، الغبار، والغازات،و المادة المظلمة التي ترتبط معاً بقوى الجذب المتبادلة
وتدور حول مركز مشترك. يقدر الفلكيون أن هناك حوالي 1010 إلى 1012 مجرة تقريباً في
الكون المنظور, أبعد مجرات تم تصويرها تبعد حوالي 10 إلى 13 مليار سنة ضوئية، تتراوح
في أحجامها بين المجرات القزمة، التي لا يتعدى عدد نجومها العشرة ملايين نجم وتكون
مساحتها حوالي بضعة آلاف سنة ضوئية، إلى المجرات العملاقة التي تحتوي على أكثر من
(10)12 نجمة وحجمها يصل إلى نصف مليون سنة ضوئية. وكذلك، قد تحتوي المجرة الواحدة على
أنظمة نجمية متعددة على شكل تجمعات نجمية، وقد تحتشد مجموعة من النجوم لتكون عناقيد
نجمية أو مجموعات شمسية، وقد تحتوي أيضا على سدم وهي عبارة عن سحب غازية كثيفة. كما
أن الفضاء بين المجرات ليس فارغا تماما وإنما يوجد فيه غاز بمعدل 1 ذرة في المتر المكعب.
    ان سرعة الضوء هي 300,000 كم في الثانيةْ x60  x60=ساعة
ضوئية ثم لك ان تحسب فيما بعد ما تشاء لتعلم السنة الضوئية الواحدة,وصدق الله العظيم
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ
أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي
مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
(11) ) لقمان , فكل
هذه الكواكب والنجوم والاجرام واقمارها وغبارها وغازها وكل حركة وسكنة بعلمه تعالى
وقدرته وصدق الله العظيم (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا
هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا
يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا
فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)) الانعام , ويقول السيد قطب في الظلال(هذه
الأرض الواسعة العريضة بالقياس إلى البشر ، وهي ذرة ، أو هباءة بالقياس إلى النجوم
الكبيرة . ثم بالقياس إلى هذا الفضاء الذي تتوه فيه . . تتوه لولا القدرة التي تمسك
بها وتنتظمها في العقد الكوني الذي لا يتوه شيء فيه!
وما أودعه
الله طبيعة هذه الأرض في موقعها الكوني الخاص من صلاحية لنشوء الحياة فوقها ، ومن خصائص
دقيقة مقصودة متراكبة متجمعة متناسقة . لو اختلت خصيصة واحدة منها أو تخلفت ما أمكن
أن تقوم فيها الحياة أو تدوم!
وكل شيء
في هذه الأرض وكل حي . . آية . . وكل جزء من كل شيء ومن كل حي في هذه الأرض . . آية
. . والصغير الدقيق كالضخم الكبير . . آية . . هذه الورقة الصغيرة في هذه الشجرة الضخمة
أو النبتة الهزيلة . . آية . . آية في شكلها وحجمها ، آية في لونها وملمسها . آية في
وظيفتها وتركيبها . وهذه الشعرة في جسم الحيوان أو الإنسان . . آية . . آية في خصائصها
ولونها وحجمها . وهذه الريشة في جناح الطائر . . آية . . آية في مادتها وتنسيقها ووظيفتها
. وحيثما مد الإنسان ببصره في الأرض أو في السماء تزاحمت الآيات وتراكبت ، وأعلنت عن
نفسها لقلبه وسمعه وبصره ,ولكن من الذي يرى هذه الآيات ويستشعرها؟ لمن تعلن هذه الآيات
عن نفسها؟ لمن؟{ للمؤمنين } . .
فالإيمان
هو الذي يفتح القلوب لتلقي الأصداء والأضواء والأنداد؛ والإحساس بما فيها من آيات الله
المبثوثة في الأرض والسماء . والإيمان هو الذي تخالط القلوب بشاشته فتحيا وترق وتلطف؛
وتلتقط ما يذخر به الكون من إيحاءات خفية وظاهرة ، تشير كلها إلى اليد الصانعة ، وطابعها
المميز في كل ما تصوغه وتبدعه من أشياء ومن أحياء . وكل ما خرج من هذه اليد فهو خارق
معجز لا يقدر على إبداعه أحد من خلق الله .
      وفي قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
(190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ
فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (191) ) آل عمران  ، حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء قال : دخلت
أنا و عبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير : قد آن لك أن تزورنا فقال : أقول
يا أمه كما قال الأول : زر غبا تزدد حبا قال : فقالت : دعونا من رطانتكم هذه قال ابن
عمير : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسكتت ثم قالت
: لما كان ليلة من الليالي قال : ( يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ) قلت
: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت : فلم يزل يبكي
حتى بل حجره قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى
بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله لم تبكي وقد غفر
الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية
ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {
إِنَّ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي
الْأَلْبَابِ} (190) آل عمران كلها قال شعيب
الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم, فليست القضية كلاما يقال ، إنما يريد
الله أن تدخل هذه المسائل في حيز التطبيق والنزوع العملي لحمل هذه القضية حملا فكريا
واعيا يترجم هذا الايمان مفاهيما تحدد الافعال؛ فالمسألة ليست ايمانا فقط ، فقد وضع
سبحانه الشرط الواضح وهو العمل ، فمن يريد استجابة الحق فلابد له من العمل فالتفكر
في بديع صنع الله لا يغني عن العمل؛ويقول الشيخ الشعراوي في هذه المسألة(نخرج من كل
هذا برؤية واضحة هي أن الفكر وحده لا يكفي وإذا قال واحد : إن إيماني حسن فلا تأخذني
بالمسائل الشكلية ، نرد عليه قائلين : إن الله ليس في حاجة إلى ذلك ، ولكنه يطلب منك
أن تعمر الكون بحركتك ، وأبرك الحركات وأفضلها أن ترسخ منهج الله في الأرض؛ لأنك إن
رسخت منهج الله في الأرض ، أدمت للوجود جماله) .
هذه الآيات
المذكورة وأمثالها في القرآن كقوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ}
[الحج:65] وقوله:
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا
إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر:41]، وقوله:
{إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ
السَّمَاءِ} [سبأ:9] وقوله: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً
شِدَاداً} [النبأ:12]، وقوله: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات:47]، وقوله
تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً} [الأنبياء:32]، ونحو
ذلك من الآيات، يدل دلالة واضحة، على أن ما يزعمه ملاحدة الكفرة، ومن قلدهم من مطموسي
البصائر ممن يدعون الإسلام أن السماء فضاء لا جرم مبنى، أنه كفر وإلحاد وزندقة، وتكذيب
لنصوص القرآن العظيم، والعلم عند الله تعالى.
والأيد،
والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى: {وَأَيَّدْنَاهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة:87] أي قويناه
به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط غلطا فاحشا، والمعنى: والسماء بنيناها
بقوة, أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله والسماء بنيناها بأيد قال : بقوة .ويقول محمد بن إبراهيم
السمرقندي في بحر العلوم قوله عز وجل " والسماء بنيناها بأيد " يعني
خلقناها أو حملناها بقوة وقدرة " وإنا لموسعون " يعني نحن قادرون
على أن نوسعها كما نريد ,ويقول القطان في تفسيره(والسماءَ بنيناها بأيدٍ : بنيناها
بقوة . وإنا لموسِعون : يعني ان هذا الكون فيه أمور تذهل لما يتسع فيه من المجرّات
والاجرام السماوية التي تتمدد وتتسع دائما . روى مسلم من حديث عمر انه قال (اَسْتَأْنِسُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « نَعَمْ ». فَجَلَسْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فِى الْبَيْتِ
فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلاَّ أُهُبًا ثَلاَثَةً
فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ فَقَدْ
وَسَّعَ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاسْتَوَى جَالِسًا
ثُمَّ قَالَ « أَفِى شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ
لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ». فَقُلْتُ اسْتَغْفِرْ لِى يَا
رَسُولَ اللَّهِ.
حديث رمضان 11
جواد عبد المحسن                                                          
 
0 تعليقات