لا أحمد إلا الله

لا أحمد إلا الله

تقول العرب حمد من الحمد وهو نقيض الذم ,يقال حمده على فعله والحميد من صفات الله عز وجل ومعناه المحمود على كل حال,فخلوص القلب على حمد الله وفي كل حال هو الحمد.فالحمد لله على خلقه لنا وعلى هدايته لنا للاسلام والحمد لله على نعمه الظاهرة التي نراها والحمد لله على نعمه الخفية التي لا نراهاوصدق الله العظيم(وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها),فكان الحمد للمنعم عقيدة نعتقدها ونعبد الله بها وندعوه ان يجعل السنتنا رطبة بذكره وحمده.
ا ننا اول ما نقرأ الحمد لله رب العالمين وآخر دعوانا –باذن الله-الحمد لله رب العالمين,روىابو هريرة وابو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال(اذا قال العبد الحمد لله قال صدق عبدي الحمد لي) وروى مسلم عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ان الله ليرضى عن العبد ان ياكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها) وعن انس عن النبي صلى الله عليه وسلما نه قال(ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان الذي اعطاه افضل مما اخذ) وعن انس ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(لو ان الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من امتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله افضل من ذلك) وروى مسلم عن ابي مالك الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(الطهور شطر الايمان والحمد لله تملا الميزان وسبحان الله والحمد لله تملان ما بين السماء والارض)
ان العبد حين يقول الحمد لله فانها الرضى وهي اطمئنان القلب لقضاء الله في كل حال فلا يضطرب القلب في ضراء ولا عند نزول بلاء,وقد قال جعفر الصادق في هذا المعنى ان من حمده بصفاته كما وصف نفسه فقد حمده لان الحمد ايمان بوحدانيته وانه مالك الملك وانه الحي الباقي المنعم على الدوام على العباد.
روى ابن ماجة عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم(ان عبدا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك,فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الى السماء وقالا يا ربنا عبدك قال مقالة لا ندري كيف نكتبها قال الله عز وجل وهو اعلم بما قال عبده ماذا قال قالا يا رب انه قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك  فقال الله اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فاجزيه بها).
واما القصة فقد روي ان الحجاج بن يوسف الثقفي أُوتي بقوم ممن خرجوا عليه ، فأمر بهم فضربت أعناقهم ، وأقيمت صلاة المغرب وقد بقي من القوم واحد ، فقال الحجاج لقتيبة بن مسلم : انصرف به معك حتى تغدو به عليّ . فانصرف قتيبة ومعه الاسير ، فلما كانا ببعض الطريق ، قال الأسير لقتيبة : هل لك في خير ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : إني والله ما خرجت على المسلمين ، ولا استحللت قتالهم ، ولكن ابتليت بما ترى ، وعندي ودائع واموال ، فهل لك أن تخلي سبيلي حتى آتي أهلي ، وأرد على كل ذي حق حقه ، وأوصي ، ولك علي أن أرجع حتى أضع يدي في يدك ؟ فتعجب منه قتيبة وتضاحك لقوله ، فأعاد الاسير مقالته ، فلم يتمالك قتيبة نفسه إلا ان قال له : أذهب ، فلما توارى الرجل أسقط في يد قتيبة وخاف نقمة الحجاج أن هو سأله عن أسيره الذي دفعه اليه ، فبات قتيبة بأطول ليلة ، فلما كان الصباح إذا بطارق يطرق منزل قتيبة ، ففتح فإذا هو الاسير ، فقال له قتيبة : أرجعت ؟ قال : سبحان الله ! جعلت لك عهد الله عليّ أفاخونك ولا أرجع ، فقال قتيبة : اما والله إن استطعت لأننفعنك ، وأنطلق به الى الحجاج وقص عليه القصة ، فتعجب الحجاج من صدقه وأمانته ، فعفا عنه ووهبه لقتيبة ، فلما خرج به رفع الاسير يده الى السماء وقال : لك الحمد يارب ، وما كلم قتيبة بكلمة ولا شكره ، وانصرف فلما كان بعد ثلاثة أيام جاء وقال لقتيبة : جزاك الله خيراً ، أما والله ما ذهب عني ما صنعت ، ولكن كرهت أن أشرك مع حمد الله حمد أحد .

جواد عبد المحسن
حديث رمضان 14
2016



إرسال تعليق

0 تعليقات