مدح السخاء وذم البخل

مدح السخاء وذم البخل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا)رواه أبو داود ، وابن جرير فى تهذيبه ، والحاكم ، والبيهقى عن ابن عمرو)وعن عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم (ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه من الخيلاء وثلاث منجيات العدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفاقة ومخافة الله في السر والعلانية)المعجم الاوسط,وخطب الزبير بن العوام رضي الله عنه بالبصرة فقال يا آيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا زبير إن الله تعالى يقول أنفق أنفق عليك ولا توكىء فيوكأ عليك وأوسع يوسع الله عليك ولا تضيق فيضيق عليك واعلم يا زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب الإقتار ويحب السماحة ولو على فلق تمرة ويحب الشجاعة ولو على قتل حية أو عقرب واعلم يا زبير أن الله فضول أموال سوى الارزاق التي قسمها بين العباد محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله فسلوا الله من فضله [الآداب الشرعية والمنح المرعية,وقال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه البخل جلباب المسكنة, البخل جامع لمساوىء العيوب وهو زمام يقاد به إلى كل سوء.وقيل للاحنف بن قيس ما الجود:قال بذل القرى وكف الاذى,قيل له ما البخل:قال طلب اليسير ومنع الحقير,وليس السخي من بذر المال وانما السخي الذي جمعه من حقه ووضعه في حقه, وقيل إن الجود والسخاء والإيثار بمعنى واحد وقيل من أعطي البعض وأمسك البعض فهو صاحب سخاء ومن بذل الأكثر فهو صاحب جود ومن آثر غيره بالحاضر وبقي هو في مقاساة الضرر فهو صاحب إيثار.
وعن عائشة  إن إبن ألزبير بعث إليها مالاً في غرارتين ثمانين الفاً ومائة ألف ، فدعت بطبق فجعلت تقسمه بين الناس ، فلما أمست قالت  يا جارية هلمي فطوري ، فجائتها بخبز وزيت ، فقالت لها  أم درة ما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه ، فقالت : لو ذكرتيني لفعلت
أن أرفع الدرجات في السخاء الإيثار ، وهو أن يجود بالمال مع الحاجة إليه والسخاء هو الجود بما فضل عنك وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الصحابة فقال الله عز وجل فيهم(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الحشر,وقال رجل لابراهيم بن ادهم:يا ابا اسحق كنت اريد ان تقبل مني هذه الجبة كسوة قال ان كنت غنيا قبلتها وان كنت فقيرا لم اقبلها منك,قال فاني غني,قال وكم معك ,قال الفا دينار,قال تود لو انها اربةآلاف, قال نعم ,قال فانت فقير,لا اقبلها منك,فقد فهم ابراهيم بن ادهم ان هذا الرجل واشباهه قد احترزوا بالشح والمسكنة خوف الاقلال والفقر,فهم وان ملكوا ما ملكوا او حازوا ما حازوا فهم فقراء,فالجواد سخي غني ,والبخيل الشحيح فقير بغض النظر عما يملك كل منهما,قال العتبي اخبرني رجل من اهل منبج قال قدم علينا الحكم بن حنطب وهو مملق(الاملاق هو الفقر)فاغنانا, قال كيف اغناكم وهو مملق..؟؟قال علمنا المكارم فعاد غنينا على فقيرنا.
ومن اجواد اهل الاسلام عبيد الله بن عباس, عن أبان بن عثمان قال: أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عبَّاس، فأتى وجوه قريش فقال: يقول لكم عبيد الله: تغدوا عندي اليوم، فأتوه حتى ملئوا عليه الدَّار، فقال: ما هذا؟ فأُخْبِر الخبر، فأمر عبيد الله بشراء فاكهة، وأمر قومًا فطبخوا وخبزوا، وقدِّمت الفاكهة إليهم، فلم يفرغوا منها حتى وُضِعَت الموائد، فأكلوا حتى صدروا، فقال عبيد الله لوُكَلَائه أَوَ موجود لنا هذا كلَّ يومٍ؟ قالوا: نعم، قال فليتغدَّ عندنا هؤلاء في كلِّ يوم) .
وقال المدائني: (أوَّل مَن سنَّ القِرَى إبراهيم الخليل عليه السَّلام. وأوَّل مَن هشم الثَّريد هاشمٌ. وأوَّل مَن فطَّر جيرانه على طعامه في الإسلام عبيد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما، وهو أوَّل مَن وضع موائده على الطَّريق، وكان إذا خرج مِن بيته طعامٌ لا يعاود منه شيءٌ، فإن لم يجد مَن يأكله تركه على الطَّريق.
قال الأصمعيُّ: (حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه) ,وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة).



جواد عبد المحسن
حديث رمضان 14
2016

إرسال تعليق

0 تعليقات