العتق
من النار
سوف تفهمها إذا فهمت معنى
قول الله عز وجل : { مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ } الحديد آية:15,
و قوله سبحانه و تعالى : "هِيَ حَسْبُهُمْ"
تخيل واحدا مولاه النار؛ هي مأواه، هي حسبه، هي وكيله، وهي كفيله, فأن تُعتَق منها
كأن يكون لواحد عبد اشتراه بنقوده ثم أعتقه, فأصبح حرا.
فالعتق : هو التخلِّي
عن هذا المِلك ..ملكية النار للإنسان. اى
لن تكون مرتبط بها ، ليس بينكما علاقـة ،، لا تعرفها ماذا نفعـل لنكـون من عتقــاء الله من النــار
؟؟
لقد دلنا " رسول
الله صلى الله عليه وسلم " على أعمال إذا قمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من
النَّار ، فلنحاول القيام بها جميعًا أنْ نجعل منها برنامجًا يوميًا ، ومشروعًا إيمانيًا
، دراسة جدواه تقول : إنَّ أرباحه لا نظير
لها ، ولا مثيل لضخامتها ، إنَّه "
العتق من النار " قال تعالى : فَمَن
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران
: 185.
فهذه أسباب العتق ، وقد
بقي منك العمل ، فلا تفتر فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة .
فمن هذه الأسباب :
الإخلاص . قال صلى الله عليه وسلم : (لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا
الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار) [ رواه البخاري ]
ومن أظهر علاماته : النشاط
في طاعة الله ، وأنْ يحب أن لا يطلع على عمله إلا الله نعم إذا كنت مخلصًا صادقُا ، فسيكون رد فعلك
واضحًا قويًا ، فإذا قرأت تلك الأسباب للعتق من النًّار مثلاً ، شمَّرت عن ساعد الجد
للإتيان بها جميعًا ، سوف تتأمل عظم النار ، وشدة ما فيها من عذاب ، وتشفق على نفسك
أن يكون هذا مصيرها ، فستسعى إن كنت تريد الله واليوم الآخر ، وستكد ، وستجتهد ، وتتحمل
المشاق من أجل أن تفوز بهذا الفضل الذي لا يضاهى ولا يماثل .
إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة
الإحرام:
قال صلى الله عليه وسلم
( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة
من النار و براءة من النفاق ) [رواه الترمذي
وحسنه الألباني (6365) في صحيح الجامع ]
وهذا مشروع إيماني ينبغي أن تفرغ له نفسك ، إنها مائتا صلاة ، فاعتبرها مائتي
خطوة إلى الجنة ، فهل لا تستحق سلعة الله الغالية أنْ تتفرغ لها ؟ المحافظة على صلاتي الفجر والعصر . قال صلى الله عليه وسلم : (لن يلج النار أحد صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها )- يعني الفجر والعصر[- [ رواه مسلم ]
البكاء من خشية الله تعالى
قال صلى الله عليه وسلم
: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن في الضرع ، و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم
أبدا ) [ رواه الترمذي والنسائي وصححه
الألباني (7778) في صحيح الجامع ] فهنيئًا
لك إذا صحت لك دمعة واحدة من خشية الله فأنت في ظل عرش الرحمن يوم الحشر فإنَّ من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا
ظلَّ إلا ظله( رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ) [ رواه مسلم ]
مشي الخطوات في سبيل الله
عن يزيد بن أبي مريم رضي
الله عنه قال : لحقني عباية بن رفاعة بن
رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال :
أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار ) [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني
(687)في صحيح الترغيب]
سماحة الأخلاق
قال صلى الله عليه وسلم
: (من كان هينا لينا قريبًا حرمه الله على النار) [ رواه الحاكم وصححه الألباني (1745) في صحيح الترغيب
] فكن سمحًا في سائر معاملاتك مع النَّاس فإذا اشتد أخوك فعامله بالرفق لا الخشونة
ولا تنسَ" إنَّه العتق من النار "
إحسان تربية البنات أو
الأخوات
قال صلى الله عليه وسلم (ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات
فيحسن إليهن إلا كنَّ له سترا من النار) [ رواه البيهقي وصححه الألباني (5372)
في صحيح الجامع ] (وقال صلى الله عليه
وسلم (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وأطعمهن ، وسقاهن ، وكساهن من جدّته كنَّ له
حجابا من النار يوم القيامة ) [ رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني
(6488) في صحيح الجامع ]
الجلوس للذكر من بعد صلاة
الفجر حتى طلوع الشمس
قال صلى الله عليه وسلم
(لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من
أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ، ولأن أقعد مع قوم
يذكرون الله من صلاة العصر إلى أنْ تغربَ الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ) [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (5036) في صحيح
الجامع ، (2916) في الصحيحة ]
الوصية بهذه الذكر في
أذكار الصباح والمساء
قال صلى الله عليه وسلم
( من قال : اللهم ! إني أشهدك ، وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وأشهد من في السماوات
ومن في الأرض : أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأشهد أنَّ محمدا
عبدك ورسولك . من قالها مرة ؛ اعتق الله ثلثه من النار ،ومن قالها مرتين ؛ أعتق الله
ثلثيه من النار ، ومن قالها ثلاثا ؛ أعتق الله كله من النَّار ) [ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في الصحيحة
(267) ]
التسبيح والتحميد مائة
قال صلى الله عليه وسلم
(خذوا جنتكم من النار قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و
الله أكبر ، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ، و معقبات و مجنبات ، و هن الباقيات الصالحات)
[ رواه النسائي والحاكم وصححه الألباني (3214) في صحيح الجامع ]
الذب عن عرض أخيك المسلم
قال صلى الله عليه وسلم
(من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ) [ رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني
(6240) في صحيح الجامع ] فإياك ومجالس الغيبة
، والنيل من أعراض المسلمين ، وذكرك أخاك بما يكره ، فإذا جلست في مجلس ، ونال النَّاس
من عرض أخيك المسلم ، فاحذر فإنَّ المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأنْ ينكر بلسانه
، فإن خاف فبقلبه ، فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه .
ارم بسهم في سبيل الله
قال صلى الله عليه وسلم
: (أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة ) [ رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني
(2739) في صحيح الجامع ] هذا لمن كتب عليهم الجهاد
الإلحاح وكثرة الدعاء
بذلك
قال صلى الله عليه وسلم
( ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا
استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي ) [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني (5630) في
صحيح الجامع ]
إصلاح الصيام
قال صلى الله عليه وسلم
(الصوم جنة يستجن بها العبد من النار)
[ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع ] هــل من مشــمر لهذه الفرصــة ؟؟!! اللهم لا تحرمنــا الأجـر ، واجعلنـا ووالدينا ومن له حق علينا من عتقــائـكـ
من النـار ومن الفـازيــن قال أبو الدرداء
– رضي الله عنه-:" تعلموا قبل أن يرفع العلم ، إن رفع العلم ذهاب العلماء
"حلية الأولياء
جواد عبد المحسن
حديث رمضان 17
0 تعليقات