صفة
الصليبية المتعصبة
ان أبرز ما يميز حقبة الحروب الصليبية كونها
نشأت وانطلقت من الأساس بتوجه وصبغة دينية كاملة، حيث كان كرسي البابوية في روما هو
المحرك والمحرض الأول لهذه الحملات، وأحياناً كان هو الممول أيضاً لها. ورغم الدور
الأبرز لبابا الكاثوليك في إشعال هذه الحروب إلا أن الاستقراء التاريخي لمسار الحملات
الصليبية السبع، أو التسع –على خلاف بين المؤرخين– يكشف لنا عن حقيقة تاريخية هامة،
مفاداها: أن كرسي البابوية كما كان له الدور الأبرز في إشعال الحروب الصليبية.
ترجع فكرة الحروب ذات الطابع الديني الخالص
لكرسي البابوية التي أضفت على الصراع الخالد بين المسلمين والنصارى صفة الصليبية المتعصبة،
وخلال هذا الصراع الطويل برز العديد من الباباوات الذين كان لهم دور بارز في تأجيج
المشاعر العدائية ضد الإسلام والمسلمين تمثلت في حملات صليبية عالمية على الأمة
1-البابا
حنا العاشر: يعتبر البابا حنا العاشر (914-928) أول من نادى بطرد المسلمين من
الحوض الغربي للبحر المتوسط؛ بدءًا بجنوب إيطاليا وجزر البحر المتوسط وجنوب غربي فرنسا
ثم إسبانيا،
2-البابا
إسكندر الثاني: يعتبر إسكندر الثاني (1061م-1073م) أول من استخدم فكرة صكوك
الغفران كورقة؛ لتحميس الأوروبيين على حرب المسلمين، وذلك عندما دعاهم سنة 1063م-455هـ؛
لنجدة إخوانهم الأسبان في الأندلس من نيران المسلمين فشن نصارى أوروبا حرباً صليبية
بقيادة قائد فرسان البابوية على مدينة بربشتر في شرق الأندلس سنة 1064م-456هـ
راح ضحيتها أربعون ألف مسلم ومسلمة غير آلاف الأسرى من البنات والصبيان.
3-البابا
جريجوري السابع: يعتبر البابا جريجوري السابع هو أكبر وأهم من تولى منصب البابوية في
التاريخ الكنسي كله، وهو مؤسس فكرة الحملات الصليبية الشهيرة على العالم الإسلامي بالشام
ومصر،
4البابا أوربان الثاني: وقد أخذ على عاتقه
إدخال الحملات الصليبية موضع التنفيذ، وقد قام بجولة أوروبية واسعة لحشد الرأي العام
واستثارة الهمم الصليبية من أجل ذلك, ثم دعا لمؤتمر مصيري في كليرمونت بفرنسا في
27 نوفمبر سنة 1095م، وفيه أطلق صيحته الشهيرة "إنها إرادة الرب"،
وأمر كل مسيحي ومسيحية بالخروج؛ لنجدة القبر المقدس من أيدي الكفرة (يعني المسلمين)
ثم تلت هذه الحملة الفاشلة حملة الأمراء وكان معظمهم من فرنسا وقدرت بمليون مقاتل صليبي
وذلك سنة 1099 م -490 هـ، وهي الحملة التي تنجح في إقامة أربع إمارات
صليبية بالشام وذلك بطرابلس وأنطاكية وبيت المقدس والرها، وذلك بعد سفك دم قرابة المليون
مسلم ومسلمة،
5أنوسنت
الرابع: وهو أول بابا في تاريخ البابوية يفكر في تشكيل حلف نصراني – وثني ضد العالم
الإسلامي، وذلك عندما أرسل إلى خان المغول يعرض عليه مشروعًا شريرًا لمحاربة العالم
الإسلامي والجهتين الشرقية والشمالية من أجل إبادة المسلمين بالكلية، وقد أوفد البابا
الشرير من أجل استمالة المغول المئات من الأوربيات الزانيات من أجل إغواء المغول كخليلات
وعشيقات،
6البابا
كليمانس السادس: وهو أول الباباوات دعوة لتكوين حلف صليبي مقدس! ضد الدولة العثمانية
الناشئة في آسيا الصغرى أو الأناضول، وذلك سنة 1344م ـ 744 هـ،
7البابا
يونيفاس التاسع: وهو البابا الذي كان معاصراً للفتوحات العظيمة التي قام بها السلطان
مراد الأول ثم خليفته بايزيد الصاعقة الذي حقق انتصارات باهرة على الجبهة الأوروبية
جعلته يسيطر على معظم أجزاء البلقان ويحكم حصاره على القسطنطينية، ما دعا بالبابا يونيفاس
التاسع إلى أن يعلن حلفًا صليبيًا فيه كل الأوروبيين الكاثوليك والأرثوذكس، وكان الأكبر
في القرن الرابع عشر والأضخم في تاريخ الصراع بين الصليبيين والعثمانيين، وذلك سنة
800هـ ـ 1396م، ولأول مرة يقاتل الكاثوليك جنباً إلى جنب مع الأرثوذكس ضد المسلمين،
ولقد انتصر بايزيد على هذا الحلف الصليبي الضخم في معركة نيكوبوليس انتصاراً رائعاً
وقال بايزيد مقولته الشهيرة: "سأفتح إيطاليا وسأطعم حصاني هذا الشعير في مذبح
القديس بطرس بروما"، وهي المقولة التي أدخلت الرعب والفزع في قلوب نصارى أوروبا
عموماً وكرسي البابوية خصوصًا.
8البابا
أوجين الرابع: وهذا البابا ترجمة عملية للغدر والخيانة ونقض العهود، وذلك أن الدولة
العثمانية كانت قد وقّعت معاهدة سلام لمدة 10 سنوات مع الدول الأوروبية، وذلك
سنة 1442م ـ846 هـ، ولم يكن أوجين الرابع راضيًا عن هذه المعاهدة فأرسل من طرفه
الكاردينال الإيطالي الشرير "سيزاريني" فطاف على ملوك أوروبا وحرّضهم على
نقض المعاهدة مع العثمانيين وأحلهم من وزر ذلك،
9البابا
نيقولا الخامس: وهو البابا الذي كان من قدره أن يكون على كرسي البابوية سنة 1453م
ـ 857 هـ، وهي سنة فتح القسطنطينية على يد العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، فحاول
نيقولا الخامس توحيد الصف النصراني المتشرذم ودعا إلى مؤتمر دولي في روما؛ لشن حرب
صليبية جديدة على المسلمين لاسترجاع القسطنطينية، ولكنه فشل في ذلك، فأصيب بالهم والحزن
وقتله الكمد سنة 1455م
10يوحنا
بولس الثانى (1920ـ2005) :يكفى أن نذكر هنا بأنه أول بابا يتجرأ على إعلان
"ضرورة تنصير العالم"، وذلك فى مدينة شانت يقب بإسبانيا ، فى نوفمبر عام
1982 ، وهو ما لم يكف عن المطالبة به فى كل خطبه الرسولية والكنسية والسعى حثيثا
لتنفيذه حتى بالتدخل لدى الحكام والمسؤلين السياسيين وهو الذى أوحى بفرض تقسيم القدس
فى مؤتمر مدريد عام 1991 ، ذلك المؤتمر الذى أصبح الفاتيكان من بعده لا يتحدث
عن "فلسطين" وأنما عن "الفلسطينيين
11بنديكت
السادس عشر ( 2005ـ 2013) :موقفه
من الإسلام والمسلمين ليس بحاجة إلى تعريف ، وتصريحاته المعادية والمغالطة حتى قبل
أن تيرأس كرسى البابوية معروفة ومعلنة و لم تعد بخافية على أحد ، فهو يسير على خطى
سابقه بلا مواربة لتنصير العالم وفقا لكاثوليكية روما ، تنفيذا لقرارات مجمع الفاتيكان
الثانى. مستعينا بكافة الوسائل والإمكانيات حتى السياسية منها ، وخاصة إصراره على غرس
الكنائس فى أرض الحرمين الشريفين..
12البابا
فرنسيس في ضيافة شيخ الأزهر في عاصمة التآمر العربي في الإمارات !!!وتحت شعار ( الإخوة
الإنسانية ) الماسوني سيكون تجمع أكثر من 130 ألف شخصية،في قُداس الثلاثاء في
أكبر ملعب كرة قدم والأول من نوعيه في شبه الجزيرة العربية! - فساد الزمان بفساد الأمراء
والعلماء عجّل الله بهلاكهم وزوالهم ،وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم.
0 تعليقات