فضائيات التكفير و فقهاء الفتنة

 


فضائيات التكفير و فقهاء الفتنة

فقهاء النوافل :

لو تتبعنا مسار الثلاثين عام الماضية سنستنتج أن فقهاء ووعاظ النوافل نجحوا نجاحا باهرا , وتصدروا المشهد بدلا من وعاظ و فقهاء الحقوق و الواجبات .سنلاحظ أن صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بات شبه فرض كذلك صوم عاشوراء والستة البيض أما حقوق العباد من مستغليهم سواء أنطمة ظالمة أو أرباب عمل أو الحقوق العامة ومنها حقوق المرأة والميراث فهي غائبة وإن وجدت على استحياء والأهم أنه لا انجاز يذكر فيها في الواقع

ففقهاء النوافل هم نوافل رضوا يالهامش والهوامش ويريدون لهذه الأمة أن ترض بالذل والفقر ليبق الحكام و أعوانهم يملكون الحكم و المال , ومقابل ذلك يقدمون لفقراء المسلمين محاضرات للرضى بالفقر وقبول الأمر الواقع عبر تخديرهم بالنوافل وحسناته أصبحت بعض الفضائيات الدينية و التي إنتشرت كالنار في الهشيم في الخارطة الإعلامية العربية مقززة و منحرفة إلى أبعد الحدود .

 وبدل أن تكون في سياق هداية الناس و تقديم الإسلام الحضاري في أبهى صوره , إلا أنها إنحرفت بإتجاه نشر الكراهية و البغضاء و التقاتل و الطائفية و العنصرية و الشوفينية و التكفير . وقد توزعت الفضائيات الدينية على الألوان الطائفية كافة , فهناك فضائيات سلفية حملت لواء المنافحة عن السلف الصالح والصحابة و إختارت لنفسها خطا إعلاميا تكفيريا كما أعلنت الحرب على الطائفة الشيعية و الروافض كما تسميهم , و إستعانت بشخصيات أيضا مقززة في منظرها و شكلها ولا علاقة لها بالطلة التلفزيونية و علم التقديم التلفزيوني , و حولت الفضائية إلى معهد ديني من معاهد تورا بورا و حضرموت , و أعادت إحياء مساوئ التاريخ الإسلامي و عهود التكفير و الكراهية التي أقصت المسلمين من المشهد الحضاري الدولي .

 و مقابل الفضائيات السلفية هناك أيضا فضائيات شيعية مغالية ومفلسفة تتطاول على أمهات المؤمنين زوجات الرسول الأعظم وتقدم مدرسة أهل البيت على أنها مدرسة تكفيرية حاقدة أساسها تكفير الصحابة و تقزيم أدوارهم في التاريخ و إتهام الجميع على أنهم أمويون كما تخصصت في لعن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب , و أصبحت فضائيات الفتنة جزءا من التاريخ وكأن مديرها أبو مسلم الخراساني قاتل الأمويين و مجز رؤوسهم .ولا أحد من فضائيات الفتنة يمثل الإسلام الحضاري , ناهيك عن الإبتعاد عن تقديم إعلام راقي وحضاري يسهم في الرقي بالإنسان المسلم , وقد نجحت في تحويل "التلفزيون " إلى ساحة للتكفير و معهد ديني متخلف يسوده التكفير وإقصاء الآخر و إستئصال الآخر .

 فلا الفضائيات السلفية السنية خدمت مدرسة السنة والجماعة , و لا الفضائيات الشيعية خدمت مدرسة أهل البيت إلى درجة أن المشاهدين إزدادوا  كفرا  بفضائيات الفتنة , و باتوا يتوجهون إلى قنوات الجنس , حيث أصبح الكثير من المشاهدين يعتبر أفلام الخلاعة و العهر أفضل بكثير من مشاهدة فقهاء الدم والكراهية والبغضاء و التكفير وشق  العالم الإسلامي .

لقد كان الأولى بفضائيات الفتنة أن تتعلم من أسباب تدهور الخطاب الإسلامي و موت الحركات الإسلامية والتي لجأت في السابق إلى خطاب فكري جاف قائم على عمارة القبور وليس عمارة الدنيا , و كانت من نتائجه ردة آلاف الشباب و إرتمائهم في حضن اليسار و الليبريالية و النيوليبيرالية , أو كما قال طه حسين في  كتابه "الإيام" أن مناهج الأزهر العتيقة و القديمة والمكررة جعلتنا نرتمي في أحضان الجامعة المصرية التي عرفتنا على ديكارت و دور كايم , وبسبب غياب التجديد وتكفير وإقصاء المجددين إستمر الخطاب الإسلامي في جموده غير قادر على محاكاة الحياة بسبب فقهاء البول و الحيض والإستحاضة و النفساء .

و يعتبر فقهاء الحيض  وألإستحاضة و النفساء نجوم فضائيات الفتنة سبب التراجع الإسلامي و تردي الخطاب الفكري , فكثير منهم يرى   أن سبب الهزيمة الحضارية  يكمن في عمرو بن العاص ,  و آخر يقول هو عدم قبول الحسين بولاية معاوية , و بدل أن نتجاوز عقد التاريخ نحو بناء منظومة فكرية إستشرافية مستقبلية من أجل أبنائنا وأجيالنا , رحنا نستولد عقد التاريخ و سوداويته .

 و كثيرا ما يكفر فقهاء الفتنة الممثلين و الممثلات العارين و العاريات , و يشكلون على أجورهم المرتفعة , متناسين أنهم باتوا يحصلون على أجور و رواتب تفوق تلك التي تحصل عليها ممثلات الإغراء والجنس في السويد و إيطاليا , و يجيز فقهاء الفتنة لأنفسهم التمتع بمتع العيش و يحظرونها على غيرهم , و عملهم عبادة وعمل الآخرين شيطنة .

لقد ساهم فقهاء الفتنة في الفضائيات في نشر فكر التكفير و التمزق والطائفية , و أعادوا الألفية الثالثة إلى العصر الأموي , و خطفوا العقل العربي والإسلامي بإتجاه أكثر المراحل قتامة في التاريخ العربي والإسلامي , و هناك من يدفع لهؤلاء و يغدق عليهم ليهيئوا المسرح العربي و الإسلامي لأكبر مجزرة طائفية ينتهي بموجبها الإسلام , كما إنتهت الكنسية في أوروبا عقب الإقتتال المسيحي المسيحي في مرحلة ما قبل عصر النهضة .

ويتصور فقهاء الفتنة أن لهم جمهورا يتابعهم و يتأثر بهم , و الصواب أن الجميع منصرف إلى مشاهدة أفلام الجنس والخلاعة , وي كثيرون في العالم العربي والإسلامي يعتبرونها  أكثر جمالا ورونقا من الوجوه الكالحة لفقهاء الفتنة و فتاويهم التكفيرية . و الواقع أن لا المكفر السني ينتمي إلى السنة النبوية , و لا المكفر الشيعي ينتمي إلى مدرسة أهل البيت , فالكل ينتمي إلى مدرسة الشيطان , وينطبق عليهم قوله تعالى :" وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباءا منثورا " .

آن الأوان أن تغلق فضائيات الفتنة الناطقة بإسم هؤلاء أو أولئك , وآن الأوان لتنطلق قنوات العقل السليم التي تقدم الإسلام دينا حضاريا , لا إسلام الجلبات القصير وبغلة إبن العاص و بول الناقة  و إرضاع الكبير و ثقافة الكفر و الشرك و الوثنية .

لقد أصبح فقهاء الحيض والإستحاضة و النفساء ممثلين لله في الأرض , وباتوا يدعون بأنهم يملكون النسخة الصحيحة لشرعة الله , و كل فضائبة طائفية تدعي تمثيل الحقيقة و النيابة عن الله في الأرض , وبدل أن توحد المسلمين المنهكين بداء الفرقة راحت تفرق بين المسلمين .

و في حال إستمر الوضع على حاله سأكون مضطرا إلى كشف و فتح ملفات هؤلاء الفقهاء و بالدليل المادي , فهناك فقيه فضائي من أهل الفتنة تمتع بإمرأة في فندق ب دولة الإمارات  العربية  المتحدة وهو يكفر الشيعة و الزواج المؤقت , و آخر قبض من سفير دولة خليجية مبلغ عشرة ملايين ريال سعودي في بيته , و آخر دفعته المخابرات الأمريكية ليكفر الصحابة .

إن هؤلاء الفقهاء المزورين يبرأ منهم أبو بكر و عمر و عثمان وعلي و الصحابة , كما يبرأ منهم علي و الحسن والحسين و موسى الكاظم وجعفر الصادق , إن لهؤلاء إمتدادا إلى خلية الموساد المعنونة بإسم تفجير العالم الإسلامي من الداخل وآليات منهج التفتيت .....وللبحث صلة ..يحيى أبوزكريا .

اين شيوخ الفضائيات من فقه الاعتصامات؟

د. مضاوي الرشيداين,  شيوخ الفضائيات من فقه الاعتصامات؟تجري حاليا محاكمة الدكتور عبد الله الحامد احد رموز التيار الاصلاحي في السعودية بتهمة تحريض نساء المساجين علي الاعتصام والتجمهر امام مراكز القمع السعودية التي تحتجز ازواجهن لفترة طويلة دون تقديم هؤلاء امام محاكم تبت في قضاياهم فتصدر الاحكام او تطلق سراحهم.يعتبر الاعتصام في بلدة كالسعودية جريمة يشرعن لها طيف كبير من علماء الدين الذين يعتبرون هذا العمل خروجا علي ولي الامر اذ ان علمهم الشرعي يقتصر علي التنظير لفقه الطاعة والذي تأصل في التراث الاسلامي وتصدي لتفصيله وترسيخ نصوصه وشرحه مئات من العلماء الذين ارتبطوا بالسلطة حتي اصبحت مراجعه كتبا مقدسة لا تقبل التمحيص او اعادة النظر حيث اعتبرها البعض نصوصا الهية لا تقبل التشكيك او اعادة التفسير. واتهم من حاول ذلك بأسوأ الاتهامات التي تتأرجح بين النفي من حلقة العلم او الاقصاء او حتي نزع الانتماء الي الاسلام عن حفنة صغيرة من علماء امتلكوا الجرأة وشككوا في بعض نصوص فقه الطاعة للحاكم. استغل فقهاء الطاعة الوسائل الاعلامية التي وفرتها اموال النفط من اجل تكريس هذا الفقه واعادة صياغته باسلوب اعلامي مبتذل يصل الي شرائح كبيرة من مشاهدي الفضائيات. والتحق هؤلاء بركب الظاهرة الجديدة التي برزت اول ما برزت في الولايات المتحدة بتصدر ما يسمي بالتلي افانجليكل لمساحات اعلامية كبيرة تحت ظاهرة قنوات الله واصبحت شاشات العرب مرآة لهذه الظاهرة الجديدة. وتنافس مشايخ العرب فيما بينهم من اجل احتلال مساحة جديدة بالاضافة الي حلقات الدرس التقليدية والتي تعودوا عليها سابقا وابدعوا في احتكارها.

ما الذي أسكتهم؟.. فنانون يتضامنون ودعاة يتجاهلون جرائم إسرائيل في القدس في الوقت الذي تضامن فيه فنانون عرب مع أهالي القدس وحي الشيخ جراح وعبروا عن إدانتهم للجرائم الإسرائيلية، صمت الدعاة وعلماء الأمة بعدما كانوا يُعتبرون المحرك الأقوى للشارع العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية.

لم يعبر كثير من الدعاة العرب عن موقفهم تجاه ما يحدث في القدس، وتجنبوا الحديث عن الجرائم الإسرائيلية (TRT Arabi)

في كل مرة كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الفلسطينيين، وبخاصة في القدس وغزة، كانت تتعالى أصوات الشيوخ والدعاة العرب، وبمنشور واحد يوحدون الأمة حول القضية الفلسطينة، لكن وبعد تهافت الدول العربية على التطبيع مع إسرائيل، بات ملاحظاً اختفاء تلك الأصوات، ما أثار تساؤلاً عن سبب صمتهم عن الحديث لأجل الأقصى.وخفتت دعوات الشيوخ في صلوات الحرم المكي خلال شهر رمضان للقدس في الوقت الذي تشهد فيه مواجهات يومية منذ بداية الشهر، على خلفية اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى وإغلاق باب العمود ومحاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح. وبينما صمت دعاة واكتفى آخرون بدعوات خجولة، نرى في الجانب الآخر فنانين يتضامنون بقوة وبصراحة مع الفلسطينيين.

الخوف من الحكام

ويرجح الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، أن سبب صمت علماء الأمة الإسلامية تجاه ما يحدث في القدس، "الخوف من الحكام أو انشغالهم بقضايا أقل أهمية من قضية القدس التي تعتبر مركزية".ويضيف في حديث لـTRT عربي عبر الهاتف: "من المفترض أن تكون القدس حاضرة في وجدانهم وحديثهم، ولا يجوز الانشغال عنها، لأن القدس ليست لأهلها فقط، بل لجميع العرب والمسلمين". ويتابع: "يجب أن يكون العلماء في الريادة والقيادة ويحركوا الشارع الإسلامي لصالح القدس والقضية الفلسطينية".

ويرى خطيب المسجد الأقصى أنه يجب أن تكون القدس على الطاولة دائماً، مشيراً إلى أنه لا يمكن للاحتلال أن يكسر شوكة المقدسيين، لأنهم يدافعون عن حقوقهم بإيمان وعقيدة، ومن يدافع عن عقيدة لا يتراجع وبالإضافة إلى أن صاحب الحق قوي دائماً". وأضاف خطيب الأقصى: "القدس مرتبطة بمكة المكرمة والمدينة المنورة ولن نفرط فيها، والأقصى للمسلمين ويخصّ المسلمين فقط، وفي العالم مليارا مسلم مرتبطون بهذا المسجد، لذلك لن نسمح بانتهاك حرمته، ونحمّل حكومة إسرائيل المسؤولية عن المسّ بحرمة الأقصى وأي توتر يجري هناك".

دعوات خجولة

اختصر الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، في ليلة القدر، دعوته لفلسطين، "بحفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين وجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين"، في الوقت الذي كانت لكلماته أثر كبير في الأمة الإسلامية.

إرسال تعليق

0 تعليقات