نعيم القبر





نعيم القبر

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

لماذا لا تحدثوننا عن نعيم القبر؟

معظم ما نسمع، وما نقرأ، عن القبر والموت، يكون عن العذاب والحساب.. لماذا لا يحدثوننا عن نعيم القبر؟! لماذا يرهبون الناس ولا يرغبونهم في لقاء ربهم المولى عز وجل؟! ربنا رحيم.. كريم.. غفار.. فلماذا يخوفون الناس من الموت والقبر؟! ولماذا التركيز على العذاب فقط دون النعيم؟!

تلك ثقافة إسلامية تكونت في العقول ونشأت في الصدور، من باب الحث على العمل الصالح، ولكنها تسببت في نشر الرعب والخوف من الموت والقبر.. فإن كانت هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن عذاب القبر، فهناك مثلها وأكثر منها عن نعيم القبر.. وهناك قصص للصالحين في هذا الشأن، فلماذا عشقنا نشر قصص الكافرين والظالمين والاستماع إليها؟ هذا أمر لا يتسق مع الدين الإسلامي والمبادئ السمحة.

نحن اليوم في يوم الجمعة، وسنستمع إلى خطبة الجمعة، وبعض الخطباء لا يعرف من القبر سوى العذاب والحساب وهول العقاب، حتى تسبب هذا الأمر في إخافة الناس وترويعهم.. القبر والموت فيهما نعيم وصور من صور الجنة، تماما كما فيهما عقاب وصور من صور النار والجحيم، ولكننا نسينا ذلك، لأن معظم ما نسمعه ونقرأه عن العذاب الأليم والحساب الشديد فقط.

نعيم القبر في السنة النبوية

عن أبي هريرة قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ... ).

وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره : ( ينادي منادٍ من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال: فيأتيه من رَوحها وطِيبها ، ويفسحُ له في قبره مدَّ بصره ) عض أسباب نعيم القبر:

أولها: الإيمان، والإكثار من العمل الصالح، والاستقامة على طاعة الله، والمحافظة على الفرائض، وإتباعها بالنوافل، فقد جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ فَعَلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ..."(صححه الألباني).

وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- صور لنعيم القبر:

فذكر أنه يُفرش للعبد المؤمن في قبره من فراش الجنة، ويُلبس من لباس الجنة، ويفتح له باب إلى الجنة، ليأتيهُ منْ نسيمها ورَوْحها، ويشم من طيبها وعبيرها، وتقرُّ عينهُ بما يرى فيها من النعيم، ويبشر برضوان الله وجنته، كما جاء عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بعد أن ذكر إجابة المؤمن الصادقة في قبره على الملكين: "فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا"(رواه أبو داود وصححه الألباني).

وذكر أن العملَ الصالحَ يتمثَّلَ لصاحبه على صورة رجل حسن الثياب والهيئة، طَيِّب الرائحة والمعشر، حسن المجالسة والصحبة، كما جاء في حديث البراء -رضي الله عنه- أيضًا، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال عن العبد المؤمن في قبره: "وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ"، فمن أكثر من العمل الصالح وجده بجانبه يؤنسة ويصاحبه، ومن كان عمله سيئاً وجده بجانبه يقض مضجعه، ويؤذيه.

وذكر -عليه الصلاة والسلام- سرور المؤمن برؤية مقعده من النار الذي أبدله الله به مقعداً من الجنة؛ كما جاء من حديث أبي سعيدٍ -رضي الله عنه- أنه شَهِد جنازة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ما يقع من فتنة للعبد عند سؤال الملكين له، ثم قال: "فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: صَدَقْتَ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ"(رواه أحمد)، وأي نعيم يعادل أن يعرف الإنسان أنه قد نجا من النار، ويرى مقعده ومسكنه في الجنة؟!

وجاء من حديث أنس -رضي الله عنه- أنه يقال للعبد المؤمن بعد إجابته الصادقة لسؤال الملكين: "انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ، أَبدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَداً مِنْ الْجَنَّةِ، قَالَ -عليه الصلاة والسلام-: فَيَرَاهُمَا جَمِيْعًا"(متفق عليه)، أي يرى مقعده من النار، ويراها يأكل بعضها بعضاً، ثم يرى مقعده من الجنة؛ ليعلم فضل نعمة الله عليه بأن أنقذه من مقعده الذي في النار.

وهذه المشاهدة تتكرر على العبد في قبره كل يوم إلى يوم القيامة؛ كما جاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثُكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(متفق عليه).

وذكر -صلى الله عليه وسلم- أنه يُفسح للمؤمن في قبره الذي دخله وليس فيه متسع؛ لأن يتحول فيه إلى الجنب الآخر، وينور له فيه بعد أن كان ظلمة لا يرى فيها يده إن أخرجها؛ كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الملكين يقولان للعبد المؤمن بعد أن يجيب إجابة سديدة عن أسئلتهما: "قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُوْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِيْ سَبْعِيْنَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيْهِ"(صححه الألباني في الصحيحة)، وجاء من حديث البراء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وينور له فيه".

وذكر -عليه الصلاة والسلام- أن المؤمن ينام فيه نومة العروس الذي لا ينغصه فيها شيء، يحس فيها براحته واطمئنانه، فقد جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه يقال للمؤمن: "نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ"، وفي هذا الحديث يتجلى لنا جمال التعبير، ورقة التصوير، فاختيار نومة العروس إنما هو لأن العروس يكون في ليلة عرسه فرحًا مسرورًا، طَيِّبَ العيش هانئًا، فإذا نام نام آمنًا مطمئنًا، فإذا انفلق الفجر غداة ليلة زفافه أتى إليه أحب أهله إليه، وأعطفهم عليه، وأرأفهم به، وأقربهم إلى قلبه، فيوقظه بالرفق واللطف، وذلك لتعظيمه وعزته على أهله.

عباد الله: تلك بعض صور نعيم القبر التي أخبرنا بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكم أن تتصوروا كيف يكون حال المؤمن في قبره وهو يشاهد ما أعده الله له في الجنة من النعيم؟! وكيف يكون انتظاره وصبره واشتياقه ولوعته، وهو يعاين تلك المشاهد النَّظِرة، والرياض الْمُنْتَظِرَة؟! ولذلك ثبت في حديث البراء -رضي الله عنه- أن المؤمن إذا رأى ذلك تمنى قيام الساعة؛ استعجالًا ليصل إلى ما أعده الله له فيقول: "رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ".

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ***إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فان بناها بخير طاب مسكنها ***وان بناها بشر خاب بانيها

اهل القبور يتزاورون

فقد روى مسلم في صحيحه، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، «صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ -أَوْ قَالَ: أَبَوَيْهِ-، فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ -أَوْ قَالَ: بِيَدِهِ-، كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى، أَوْ قَالَ: فَلَا يَنْتَهِي- حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ».

وأما هل يتزاور الأقارب من الموتى: فقد ذكر بعض أهل العلم أن الموتى المنعمين يتزاورون، قال ابن القيم في كتاب الروح: أرواح الْمَوْتَى هَل تتلاقي وتتزاور، وتتذاكر أم لَا؟ وَهِي أَيْضا مَسْأَلَة شريفة، كَبِيرَة الْقدر.

 وجوابها: أَن الْأَرْوَاح قِسْمَانِ: أَرْوَاح معذبة، وأرواح منعمة. فالمعذبة فِي شغل بِمَا هي فِيهِ من الْعَذَاب عَن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة الْمُرْسلَة غير المحبوسة، تتلاقى، وتتزاور، وتتذاكر مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا، وَمَا يكون من أهل الدُّنْيَا. اهـ.

وجاءت السنة ببيان تلاقي أرواح المؤمنين في البرزخ، واستقبالهم لمن يأتي إليهم من بعدهم، وسؤالهم إياهم عن أهل الدنيا، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ، إِلَى رَوْحِ اللَّهِ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ، يَقْدَمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ، فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ .. رواه النسائي، وصححه الألباني.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَأَرْوَاحُ الْأَحْيَاءِ إذَا قُبِضَتْ تَجْتَمِعُ بِأَرْوَاحِ الْمَوْتَى، وَيَسْأَلُ الْمَوْتَى الْقَادِمَ عَلَيْهِمْ عَنْ حَالِ الْأَحْيَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ تَزَوَّجَ. فُلَانٌ عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ، وَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، ذُهِبَ بِهِ إلَى أُمِّهِ هَاوِيَةِ، وَأَمَّا أَرْوَاحُ الْمَوْتَى فَتَجْتَمِعُ: الْأَعْلَى يَنْزِلُ إلَى الْأَدْنَى، وَالْأَدْنَى لَا يَصْعَدُ إلَى الْأَعْلَى.

إرسال تعليق

0 تعليقات