الوعد
الحق
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
تعالى عنهما قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً: أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً - يعني القسطنطينية. رواه أحمد
والدارمي والحاكم وغيرهم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.قال الألباني
في السلسلة الصحيحة: وقد تحقق الفتح الأول على يد الفاتح العثماني بعد ثمانمائة سنة
من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا
بد,وقد جاءت هذه البشارات في اضيق احوال المسلمين لتسري عنهم وتدخل الطمانينة الى
قلوبهم
ولما تم الصلح وقبل التوقيع تقدم أعرابي
اسمه (شويل) إلى خالد طالباً تزويجه (كرامة بنت عبد المسيح) وفاءً لوعد النبي صلى الله
عليه وآله وسلم الذي وعد شويل تزويجه كرامة حال فتح الحيرة وأحضر شويل شهوده فأدخل
خالد الشرط على عقد الصلح. فزع أهل كرامة وأعظموا الأمر فقالت: إصبروا ما تخافون على
إمرأة بلغت ثمانين عاماً؟ (وكان شويل قد رآها في الجاهلية وهي يانعة) فدفعوها إلى خالد.
فدفعها خالد إلى شويل. فقالت: ما أربك إلى عجوز؟ فادني؟ قال: لا إلا على حكمي. قالت:
حكمك مرسلاً. قال: لست لأم شويل إن نقصتك من ألف درهم. فإسكثرت ذلك لتخدعه ثم أتته
بها. ثم رجعت إلى أهلها فتسامع الناس بذلك فعنفوه فقال: ما كنت أظن أن عددًا أكثر من
هذا. فقد كانت نيته غاية العدد.
روى الطبراني (قال خريم ابن أوس بن حارثه
بن لام الطائي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ثم هذه الحيرة البيضاء
قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة (متعممة) خمار أسود
فقلت: يا رسول الله فإن نحن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي؟ قال هي لك.
قال فشهدت الحيره مع خالد بن الوليد فكان أول من تلقانا الشيماء فتعلقت بها، فقلت:
هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فدعاني خالد عليها بالبينه. فأتيته
بها وهي محمد بن مسلمة وحمد بن بشير الأنصاريان فسلمها لي).
وهذه من البشارات التي بشر رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أصحابه وهي كثيرة، ومنها أيضاً ما روى الواحدي عن إبن عباس وأنس
بن مالك: أنه لما إفتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة وعد أمته ملك فارس والروم،
قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم؟! هم أعز وأمنع
من ذلك، ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى يطمع في ملك فارس والروم. فنزلت آية: {قُلِ
اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن
تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران 26. (روح المعاني الالوسي جـ1 ص 112)
إن في القلب شعثا: لا يلمه إلا الإقبال
على الله.وفيه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته.وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور
بمعرفته وصدق معاملته.وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه.وفيه
نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت
لقائه.وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته
ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً.وفيه
مرض: لا يشفيه إلا لقاء مولاه في يوم المزيد.
وباب الإخلاص مفتوح فادخل منه تصل إلى رحمة
الله، وتكن في كنفه وحفظه وستره وأجره ورزقه وكفايته، ادخله ترتع في رياض المخلصين،
وتدرك المعنى النفيس في حياتك، وإلا ففقدان هذا الشيء الغالي فقدان لحياتك ذاتها، فحياة
البدن بدون حياة القلب من جنس حياة البهائم، قال - تعالى -: ( ولقد ذرأنا لجهنم
كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا
يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل) [الأعراف: 179].
ان الذين يطبلون لبشار ولايران في هذا
الوقت العصيب الذي تمر به الامة الاسلامية وعملية التةاطىء الدولي والذي اصبحت
الحركات الاسلامية احد ادواته فاننا ننكره اشد الانكار ونظرتنا لمخيم اليرموك
كنظرتنا لكل مخيمات الشتات ولا فرق فلا نطبل لمن هدم وحرق اليرموك وننكر على من مس
مخيم البريج فلسنا مطبلين هناك ومقاومين هنا وان الازدواجية في المواقف تعني عدم
وجود الموقف.
اننا في احرج الاوقات واشدها وكانت
البشارات لا تاتي الا في اشد الاوقات
وايماننا بالحق الذي نحمله وببشرى الرسول بفتح روما نقول لامير المؤمنين القادم
بان يهبنا برج بيزا عند فتحه لروما.
جواد عبد المحسن
حديث رمضان 18
0 تعليقات