الوعد
والارادة
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)النور
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا
فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)القصص
روي أن عبد القادر بن عبد العزيز سأل الشافعي
يوماً إيما أفضل الصبر أو المحنة أو التمكين فقال الشافعي رحمه الله : التمكين درجة
الأنبياء و لا يكون التمكين إلا بعد المحنة فإذا أمتحن صبر و إذا صبر مُكِّن ، ألا
ترى أن الله عز و جل امتحن إبراهيم عليه السلام ثم مكنه وامتحن موسى عليه السلام ثم
مكنه ثم امتحن أيوب عليه السلام ثم مكنه و امتحن سليمان عليه السلام ثم مكنه ، و التمكين
أفضل الدرجات قال تعالى : ( و كذلك مكنا ليوسف في الأرض ) و أيوب بعد المحنة العظيمة
مُكِّن .
أنزلت سورة \"القصص\" على رسول
الله- صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة, والمسلمون قلة مستضعفة, في مقابل قوة المشركين
التي كانت مهيمنة متجبرة ومسيطرة على أرض مكة وما حولها. وجاءت الآيات في سورة \"القصص\"
مبشرة رسول الله والقلة المستضعفة من الذين آمنوا معه بالنصر على كفار ومشركي قريش-
رغم كثرة عددهم ووفرة أموالهم- كما نصر موسى والمستضعفين من قومه على فرعون وجنده-
رغم الفارق الهائل بين القوتين في العدد والعتاد.
إن رجلاً من الصحابة قال: يا رسول الله
أبد الدهر نحن خائفون هكذا؟ أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح؟ فقال رسول
الله صل الله عليه وسلم : «لن تصبروا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم
محتبياً ليست فيه حديدة» وأنزل الله هذه الآية فأظهر الله نبيه على جزيرة العرب فأمنوا
ووضعوا السلاح، وقال البراء بن عازب: نزلت هذه الآية ونحن في خوف شديد.
حديث رمضان 18
جواد عبد المحسن
0 تعليقات