الحق قوة




الحق قوة


الحق قوة ....بذاته لانه حق فقوته فيه ومنه ولا يستند لشيىء ولا يحتاج الى الغير لا من قريب ولا من بعيد.والله ينعم على الخلق ويتفضل با يجعلهم مفاتيح خير ودعاة حق ,فتنبع قوتهم ويستمدونها من الحق الذي يحملونه,والباطل يستند لبطش الجلاوزة وضعاف النفوس حين جلوسهم في مصاف الحكام فيحصل عندهم الغرور وتختلط عليهم الامورو(تنعمي اقمارهم)فلا يعودون يرون الا قوة باطلهم تتمثل بتحكمهم برقاب العباد.

يلزم لكل شخص ان يجلس مع نفسه بصدق وتعقل ليسأل نفسه من هم اهله..

قد يسأل سائل لماذا تفوق أهل الباطل على أهل الحق؟ هل لضعفٍ في الحق أم لضعفٍ في أهله؟ طبعاً الإجابة لا تحتاج إلى تفكير أصلاً فالحق الذي هو الإسلام هو دين الله وهو الذي يعلو ولا يعلى عليه وهو الدين الكامل والشرعة الربانية، ولكن المشكلة تكمن في ضعف تمسك أهل الإسلام به وزهدهم في تعاليمه وشريعته! فمن يتصور أن يخرج من أهل العلم وممن يبكون الناس بمواعظهم ليقر المنكر ويثني عليه، بل من يتصور أن يبارك المنكر من أطهر بقعة على وجه الله! هي والله فتن تعصف بالناس نسأل الله الثبات على دينه والعصمة من الزلل والعصيان.

إن انغماس أهل العلم والمنتسبين للدعوة في الدنيا ولهثهم في طلبها – حاشا العلماء الربانين وأهل الثبات منهم – هو الذي جعلهم أذلة لا يأبه لهم ولا يسمع لكلامهم والجزاء من جنس العمل. إن العزة التي هي صفة هذه الأمة لا تتحقق مع التقصير والبعد عن الله وعن مرضاته وإنما تحصل للمؤمنين الصادقين في إيمانهم المحققين للإيمان الصحيح الذي يجعلهم دوماً في مراقبة لله جل وعلا خوفاً منه ورجاءً ومحبةً {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 139)؛ فلا بد من الصدق في الإيمان بالله بطاعته والبعد عن أسباب سخطه لتحصل الرفعة والعلو، يقول القرطبي في تفسيره – الجامع لأحكام القرآن –: (أي لكم تكون العاقبة بالنصر والظفر " إن كنتم مؤمنين " أي بصدق وَعْدِي).

رسولنا – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه إنتصروا ببدر مع عدم تكافؤ الجيشين لا في العدد ولا في الكيف ومع ذلك نصرهم الله على عدوهم: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّه بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّة فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران: 123)؛ يقول الحافظ بن كثير في تفسيره – تفسير القرآن العظيم –: (أي قليل عددكم لتعلموا أن النصر إنما هو من عند الله لا بكثرة العدد والعُدَدِ).قال علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه:يا حارث! إنه ملبوس عليك، وإن الحق والباطل لا يعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف من أتاه

العلوم الدنيوية : فإنها من مستلزمات الجماعة و حاجاتهم كالخياطة و النجارة و الحدادة و البناء و تمديد الكهرباء و اصلاح السيارات و كل هذه العلوم و كذلك الطب و الهندسة و التمريض و الإختراعات و كل العلوم التطبيقية هي كذلك من مستلزمات الجماعة و هي من فروض الكفاية .

و كذلك الصناعات الثقيلة و الخفيفة و التي تدور عليها عجلة الإقتصاد و الإنتاج و الزراعة و فنها و علاج أمراضها و كل ما هو لازم لها هو من العلوم التي تُطلب و يُسعى لها و و اجب على الدولة تيسير تعلمها و الحث عليه .

فالحاجة إلى علم الأصول و عالمه و علم الحديث و محدثه كالحاجة إلى الطبيب و المهندس و العالم و الكيميائي و المزارع و العامل لأنهم جميعاً قَوام المجتمع .ثالثاً : دوافع تعلم العلم

أ . و هذه الدوافع إما أن تكون تحصيل العلم ، و هذا التحصيل ليس غايةً بحدّ ذاته ؛ بل من أجل غايةٍ أخرى ، فإن كان لنفي عدم العلم فهو يدور في دائرة المعارف و الغاية منه المعرفة فقط ؛ كالذي يسأل عن أسم أعلى جبل و أكبر بحيرة و أطول نهر و أطول سورة في القرآن ، فإن هذا يدفعه فضوله لطلب أمرٍ لا يعلمه فهو يطلبه لينفي عدم علمه فيه .

ب . و قد رفع شعار العلم للعلم ، فمن كان شعاره العلم للعلم فإن دوافعه غير مضبوطة بضابط ، فعلمه و عدم علمه سواء ؛ لأن دافعه من طلب العلم ليس لغايةٍ معينة بل لا توجد غاية من طلبه للعلم ، فالذي يتعلم مخارج الحروف و صفاتها و أحرف الإستعلاء و الإدغام ، و الذي يتعلم أحكام الإغتسال و الطهارة لأجل أن يعلم فما فائدة علمه ..؟؟!! .

ج . أما من يطلب العلم ليفهم خطاب الشارع بذلك العلم طاعةً لله فقد تعيّنت غايته قبل أن يطلب العلم ، و قد روى البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن و علّمه ) .

فالغاية يجب أن تتعيّن قبل القيام بأي عمل ، و العلم كذلك لابد أن تتعيّن غايته فإن كان طاعةً لله يسَّر الله لطالب العلم طريقه و نال رضوان الله تعالى .

أما إن كان يطلب العلم للدنيا فقط فإن حاله كحال طالب المعرفة ؛ فالمعرفة حاصلة عنده و لكنه لم يحملها مفاهيم ؛ بمعنى أنه لم يُقيّد تصرفاته و يضبط سلوكه وفقها ، فهي معارف و لم تؤثر بسلوكه ، و صدق الله العظيم : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5) فكان حاله كما قال الشاعر :

            كالعير في البيداء يقتلها الظما       و الماء فوق ظهورها محمول

إرسال تعليق

0 تعليقات